يشهد له الكثير بأخلاقه وطيبته إضافة إلى الفرجة التي ينقلها إلى المستمع من خلال تعليقه على مباريات الرابطة الجزائرية، وارتبط اسمه بالإعلام الرياضي، إلا أن طريقه في ميدان الإعلام كانت غير معبدة في ظل وجود العديد من الأشخاص لم يؤمنوا بقدراته، إلا أن حبه لمواجهة الصعاب جعلته يقف كالمحارب بين المطرقة والسندان من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، فهو يؤمن بالمثل القائل:" إن أحببت مهنة عليك أن تموت من أجلها، وعندما تموت من أجلها حتما ستحقق نجاحا"، فحواره اليوم مع جريدة "الحوار" يعتبر ثاني حوار له منذ مدة قاربت 17 سنة. *كيف كانت انطلاقة كمال مهدي مع الميكروفون ومجال الصحافة؟ -كانت البداية صدفة، وما أجمل الصدف مثل هذه، فكمال مهدي خريج كلية بوزريعة تخصص علم النفس التربوي، ففكرة خوض تجربة في الإعلام راودتني عندما توجهت مع زميل في مهنة الصحافة كان يشتغل في جريدة "كل الدنيا "التي تحولت الآن إلى اسم "الوسط اليومية" أين أقدم على إجراء حوار مع رئيس جامعة التكوين المتواصل بدالي ابراهيم خاصة وأن مشاركتي في الأسئلة جعلتني أطرح فكرة لما لا أكون صحفيا على الزميل الذي رحب بالفكرة، وبعدها توجهت إلى جريدة "كل الدنيا" اشتغلت فيها كمتربص، أين قدّمت العديد من الحوارات أبرزها الحوار الذي جمعني مع النائب المكلف بالبيداغوجيا بجامعة التكوين المتواصل، وكان ميولي إعلام علمي معرفي. بعد إجراء هذا الحوار طرح علي السيد بوخالفة، فكرة الإنضمام إلى إذاعة جامعة التكوين المتواصل، خاصة وأن صوتي قد سحره وشد انتباهه ولم يكن في وسعي سوى الترحيب بالفكرة، وخلال هذه الفترة فتح لي المجال على مصراعيه بعد تجربة في جريدة "كل الدنيا " التي دامت 04 أشهر وبعدها تنقلت مباشرة إلى إذاعة التكوين المتواصل، أين تربصت فيها لمدة 03 أشهر. وفي عام 2008 تلقيت عرضا من المرحوم يزيد بعزيز الذي كان رئيسا للتحرير أنذاك في قناة "كنال ألجيري"، إذ منحني فرصة العمر، قائلا لي" أرى فيك مقدما تلفزيونيا أكثر من مقدم إذاعي". يعني تصور في أسبوع فقط بعد العرض، انتقلت إلى آداء التجارب التي كانت عبارة عن مداخلة حول كيفية تقديم حصة تلفزيونية، أوقفوني فجأة، تملكني الخوف ومنذ تلك اللحظة لم يتصل بي أحد وراودني الشك في عدم قبولي، إلى أن تلقيت اتصالا بعد أسبوع لكي أحضر نفسي لتقديم حصة للأسبوع القادم. أتذكر أن أول عدد كان حول نظام LMD، خاصة وأن أبي رحمة الله عليه لم يصدق ذلك وغمرته بهجة شديدة وهو يرى ابنه في الشاشة. وفي عام 2013 جاءتني عروض أبرزها إذاعة "البهجة" التي فتحت لي أبوابها عن طريق السيدة نبيلة عمران رئيسة التحرير بوساطة الزميل وليد بورايب في حصة المستهلك، وبعد ذلك قدمت نشرة ثقافية لمدة قاربت السنة. ولم يكتمل المشوار في إذاعة "البهجة"، فقد طرت مباشرة إلى قناة KBC لتقديم حصة الزاوية التسعين رفقة سفيان داني، خاصة وأن الحصة كانت ناجحة بشهادة الجميع، لكن فجأة توقفت لأسباب مالية وخلافات بين المنتج والقناة، إلا أن ذلك لم يمنع الحصة من إتمام مشوارها في قناة "الشروق" غير أنها لم تعمر طويلا، وذلك لأسباب تبقى مجهولة إلى حد الساعة. *لماذا اختار مهدي كمال الظهور في الإعلام الرياضي دون غيره؟ بحكم ممارستي لكرة القدم وإجماع الكثير من الزملاء على نجاحي في الإعلام الرياضي، خاصة وأنهم يقومون بتشبيهي بحفيظ دراجي، رحبت بالفكرة وقرّرت خوض هذه التجربة.
*كيف ترى مستقبل الإذاعة الإلكترونية في الجزائر؟ أعتقد أن الإذاعة الإلكترونية ستثبت جدارتها، وسيكون لها وجود، ولكن هذا لايقصي وجود الإذاعة الكلاسيكية.
*هل ترى أن الطريق إلى الصحافة اليوم بات سهلا في ظل الإنتشار المكثف لوسائل الإعلام؟ هذا السؤال ذو شقين صعب وسهل، وأنا هنا أتحدت عن السهل الممتنع، صعب لأنه اليوم توجد عراقيل تواجه الإعلامي المبتدئ خاصة بمعنى أنه لا ينتظر الجنة فالطريق صعب ومملوء بصراعات الأجيال، وأنا أركز فقط على نقطة هنا بأن الإعلام ممارسة ولايقاس بعدد السنين والأشهر ، فاحترمنا لمن سبقونا لمهنة الصحافة الأحسن منا أو نعتبرهم بالضرورة مرجعية لنا، فأنا أتوجه بنصيحة إلى كل الصحفيين في خطواتهم الأولى، عليهم بممارسة كل الأنواع الإعلامية، فالقنوات الخاصة فتحت الأبواب في وجه الصحفيين عكس التلفزيون العمومي فالأبواب موصدة أمام الكفاءات الإعلامية. وبخصوص العراقيل التي تشهدها القنوات هو الصراعات الخفية المتمثلة استغلال المنابر الإعلامية للترويج للأفكار المسمومة لخدمة أشخاص خاصة في المجال الرياضي .
*كيف تقيمون تجربة الإعلام في الجزائر؟ تجربة فتية مساوئها أكثر من محاسنها، فمثلا اليوم القنوات الخاصة سمحت لبعض الإعلاميين بالبروز، ولكن أنا ضد فكرة إعطاء تقديم نشرة الأخبار لصحفي في بداياته.
*ما الحل في رأيك؟ ربما أنا متناقض مع نفسي في نقطة تطرقنا إليها من قبل، قلت فيها بأن الإعلام ممارسة وصاحب الخبرة أي كان يكون أفضل منا، ولكن اليوم أنا أتحدث عن صورة أو كاميرا تقدم لنا وجوه إعلامية وهذا شيء جميل، وأنا هنا لا أقصد خريج كلية الإعلام فقط، بل حتى الإعلامي الذي يمارس المهنة منذ 03 سنوات، لا بد من تكوينه من خلال الممارسة الإعلامية، التحقيقات، الروبرتاجات، التقارير، ومن هذا المنطلق نكون قد كوّنا إعلاميا ثم نضعه في الطريق الصحيح أي بمعنى أو آخر، هناك بعض الوجوه الإعلامية وللأسف تسرعنا بالزج بها في حبل المشنقة .
*ماهي العراقيل التي تعترض طريق الإعلامي في الميدان الرياضي، وهل سبق وأن تعرضت لها؟ الإعلامي بصفة عامة والإعلامي الرياضي بصفة خاصة تواجهه الكثير من الصعوبات، خاصة وأن هذا الأخير يمكن اعتباره حساس جدا أكثر من الإعلام السياسي، فالإعلام الرياضي سلاح ذو حدين، فمثلا اليوم بعض المناصرين عندما تعلق على مباريات أنديتهم المفضلة عليك أن تقف على كل صغيرة وكبيرة، ومنه عليك أن تكون مسؤولا خاصة في استفحال ظاهرة تحول بعض الصحفيين إلى مكلفين بالإعلام لبعض الفرق الجزائرية، وهو ما ولد نوعين من الإعلام الرياضي، الأول يتمثل في إعلام شعبوي الذي يعتمد في طرحه على الشعبوية وتقديم المواضيع، أما النوع الثاني فهو الأكثر مضرة ويطلق عليه اسم إعلام الولاء لرؤساء الأندية على حساب مبادئ أخلاقيات المهنة، وقد أخذت هذه الظاهرة حدودا بعيدة، أذ البعض من الصحفيين يتظاهرون وكأنهم أباطرة، وهو ما حدث مؤخرا في قضية المنتخب الوطني وروراوة، إذ أصبحنا نشاهد في بعض الحصص التلفزيونية أشياء غريبة ممزوجة بالصراخ والتشكيك في مصداقية الأشخاص، وهو ما جعل الإعلام الرياضي يخرج عن دوره المعهود في إيجاد الحلول والبدائل، ويمكن أن أختصر العراقيل في هذا القول "هي موجودة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها".
*لماذا لم تلتحق بإحدى القنوات العربية أو الجزائرية؟ أكون صريحا لم أتلق أي عرض رسمي من أي قناة سواء محلية أو أجنبية، وعلى فكرة فقط كانت لي تجربة قصيرة في دبي ولكن اصطدمت بواقع مرير المتمثل في معاملة أبناء جلدتك عكس أبناء الجاليات الأخرى، ولكن يبقى حلمي الأول والأخير الالتحاق بإحدى القنوات العربية لتفجير طاقتي.
*ماهي نظرتكم لمستقبل الإعلام في بلادنا ؟ سؤال صعب فمستقبل الإعلام هو بيد رجاله وإعلامييه و أصحاب القرار، لابد من فتح الباب لحرية التعبير الصحيحة وليست حرية السب والشتم وإيذاء الآخرين وأكررها للمرة الثانية مستقبل الإعلام بين أيدينا إلا أن الكلمة الأخيرة ترجع إلى السلطات العليا في ظل انعدام ثقافة تقبل الرأي والرأي الآخر .
*وهل سبق وأن تلقيت تهديدات؟ بكل صراحة لم أتلق تهديدات مباشرة، ولكن كانت عبارة عن رسائل مشفرة من بعض رؤساء الأندية، خاصة ونحن في منظومة رياضية فاسدة.
*ماهي أبرز تغطية في حياتك؟ تعتبر الحصة التلفزيونية "جامعة التكوين المتواصل" من أبرز المحطات بحياتي، فهي تحمل في طياتها ذكريات الوالد رحمة الله عليه، إضافة إلى التعليق على مباراة وفاق سطيف مع إحدى الفرق الإفريقية، عندما أجهشت بالبكاء على المباشر.
*ماذا ينقص الإعلام الرياضي للوصول إلى المستوى المطلوب ؟ الإعلام الرياضي يسير في طريق معوج، فهو بحاجة إلى مختصين أكفاء وإجراء ورشات خاصة في ظل انتشار النجومية عوجاء.
*ما رأيك بالحملة التي شنها بعض الإعلاميين على روراوة؟ على ذكر هذه الحادثة، أقول لكم الساحة الإعلامية اليوم تشهد تصفية حسابات، فبعض الإعلاميين يستعرضون عضلاتهم للترويج لصورتهم إعلاميا للجمهور الجزائري.
*هل يمكن للإعلام أن يلعب دورا في تقليل العنف في الملاعب الذي تشهده الجزائر بشكل مستمر؟ أكيد دور الإعلام اليوم كبير، ليكن في علمك أنه من خلال حصة رياضية في وسيلة إعلامية مختلفة تكتسب متابعة بالغة العدد لأن المتلقي يتأثر بما ينقله الإعلامي.
*ألا تعتقد أنه آن الأوان لإطلاق قناة رياضية جزائرية بما أننا نملك الكفاءات اللازمة؟ انتظرنا إطلاق قناة رياضية وإلى حد الساعة لم تر النور ، وهو ما جعل الساحة الإعلامية الفارغة التي زادت من عطش المشاهدين.
*حدثنا عن المصداقية التي تتمتع بها الإذاعة، وما السر وراء ذلك؟ منذ قدوم حميد مزيان المدير الجديد إلى إذاعة البهجة سارت في ركب المتقدمين، خاصة وأنه ينتمي إلى الحقل الإعلامي من خلال إعطائي مسؤولية كبيرة ووضعني في جو مناسب مقارنة بالمدير السابق الذي يضعك في عراقيل، خاصة وأنه ليس ابن المهنة وسر النجاح يكمن في الحوار الذي يجمعنا مع رئيسة التحرير السيدة نبيلة من خلال التوجيهات، فهي لا تعتمد على التجريح نظرا لمكانة الإعلام المسموع في أوساط الجزائريين.
*هل تشهد منافسة من قبل القنوات الخاصة خاصة البرامج التلفزيونية؟ يخطئ من يعتقد بأن القنوات الخاصة لها صراع مع الإذاعة، خاصة وأن له خصوصية تجعلها مميزة عن باقي القنوات الخاصة، فلكل وسيلة إعلامية جمهور خاص بها.
*كلمة لمحبي ومتابعي كمال مهدي. أتوجه باسمي عبارات الشكر والتقدير إلى كل من ساندني في دربي ولا زال واقف معي سواء من قريب أو من بعيد، وأتوجه إلى متابعي برنامجي "بكل روح رياضية "ولا أنىسى أن شكر جريدة "الحوار" التي حاورتني منذ مدة بلغت 17 سنة، ولم تقم أي وسيلة بتذكري وأتمنى لها من كل أعماق قلبي حصد الألقاب والنجاحات.