يعود الحديث عن المشروع السينمائي "الحلم"، فيلم "الأمير عبد القادر" إلى واجهة النقاش بعد نجاح وزارة الثقافة في تقديم فيلم "بن باديس" لمخرجه "باسل الخطيب" ومؤلفه "رابح ظريف" والذي استطاع من خلاله وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن يضع الأعمال السينمائية التاريخية على السكة، ويرفع بالمقابل تحدي الاستجابة لمطالب الجزائريين الذين لازالوا يتطلعون لعمل سينمائي ملحمي عظيم عظمة شخصية ومسار مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة "الأمير عبد القادر" الذي لايزال عنوانه الأبرز "التجميد" منذ أزيد من 15 عاما بعد مسلسل عراقيل ومشاكل وفضائح مالية كبرى، ليبقى المشروع يراوح مكانه بعد إلغاء إنتاجه لأكثر من مرة آخرها سنة 2013 بعد تنصيب المخرج "شارلز برنات" والشركة الأميركية "سينما ليبر أستوديو" لتنفيذ العمل ليتوقف العمل لأسباب عديدة سيكون على ميهوبي إحصاءها وحلها لإتمام مشروع التأسيس لمرجعية تاريخية سينمائية هدفها حفظ الذاكرة وحماية الهوية الوطنية ورموز الدولة الجزائرية. فهل يفعلها ميهوبي ويقدم للجزائريين فيلما سينمائيا ملحميا عن "الأمير عبد القادر"، مؤسسة الدولة الجزائرية. ______________________ * الوزير والديبلوماسي الأسبق كمال بوشامة: لابد من إرادة سياسية واضحة لإنجاز فيلم الأمير عبد القادر لو كانت هناك نية حقيقية وموقف سياسي خالص لإنجاز هذا الفيلم لتحقق، فإلى يومنا هذا الإرادة السياسية غائبة فيما يتعلق بإنجاز هذا المشروع، تكلمنا كثيرا عن إنجاز فيلم عن الأمير عبد القادر لكن دون جدوى، شخصيا تكلمت في الموضوع حين كنت سفيرا في سوريا وجمعت معلومات ووثائق مهمة عن شخصية الأمير، وهناك أشخاص مختصون في السينما كانوا يستطيعون إنجاز الفيلم لأنهم أدرى بالأمير عبد القادر أحسن من أي منتج أجنبي لكن .. لما عدت الى الجزائر كنت محافظا عاما لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية سنة 2007، وكلمني وقتها رئيس الحكومة "عبد العزيز بلخادم"، وكلفني ببدء تصوير فيلم الأمير عبد القادر قائلا بالحرف الواحد: "نجاحنا في هذه السنة هو بان نبدأ في انجاز فيلم الأمير عبد القادر، وأنا مستعد لتقديم كل الامكانيات لبدء تصوير الفيلم فعليك الاتصال بالدكتور "بوعلام بسايح" رحمة الله عليه لأنه كاتب سيناريو الفيلم". تكلمت وقتها مع وزيرة الثقافة خليدة تومي التي ضحكت ولم يعجبها أمر تكليفي بالمشروع، وبقينا على ذلك الحال ولم يتحقق المشروع. وعليه اقول بانه لم تكن هناك نية خالصة لانجاز فيلم "الأمير عبد القادر"، قيادة الدولة ليس لديها عزم على انجاز هذا الفيلم، في حين ان الليبيين مثلا حين عزموا على تصوير فيلم "عمر المختار" أنجزوه ونحن نتقاعس في تنفيذ مشروع مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. _________________________________ * أبوجرة سلطاني: قدمنا عملا ثوريا عالميا فلماذا لا نقدم فيلما بنفس المستوى عن الأمير إذا كان بوعلام بسايح، قد كتب سيناريو بحجم بوعلامة الذي كتبه سابقا فانا اشجع ان يتم اخراج فيلم "الامير عبد القادر" الى النور وبان يقدم عملا قويا يتبع بمسلسل يتعرف من خلاله الجزائريون على شخصية الامير عبد القادر. لكن أنصح بان تشكل لجنة لمراجعة السيناريو حتى لا نقع في الخطأ الذي وقعنا فيه في أعمال اخرى، لابأس ان يبادر شخص بكتابة سيناريو لكن من الاحسن أن يمرر هذا السيناريو على لجنة علمية تاريخية تقنية تراجع كل شيء، لان فيلم ابن باديس ركز فيه على الجانب الدرامي الروائي، بينما ابن باديس كان ينبغي أن يكون فيلما وثائقيا تغلب عليه الصبغة الدعوية لإظهار شخصية ابن باديس المصلح. أعتقد أنه من اهم ما يمتن صلتنا بثقافتنا ووطنيتنا وهويتنا هي السينما، وأبرز انواع السينما هي التاريخية، نجحنا نجاحا كبيرا في انتاج افلام ثورية قوية على غرار "معركة الجزائر" و "سنوات الجمر" و "دورية نحو الشرق"..أخرجنا أعمالا سينمائية تناطح أكبر الانتاجات العالمية، لكن للاسف الشديد لم نستطع ان ننجح بنفس الكيفية مع افلامنا التاريخية والوثائقية وافلامنا التي تعكس شخصيات قوية على غرار العربي بن مهدي وديدوش مراد والامير عبد القادر.. هؤلاء الذين ينظر اليهم الجزائريين جميعا على انهم محررو الوطن وبناة الدولة الجزائرية، وعليه فينبغي ان يظل السقف عاليا وانا من الذين يطالبون بألا يكتب السيناريو بقلم واحد بل لابد من تشكيل لجنة تراجع كل السيناريو على أساس أن الشخصية المكتوبة يشترك فيها كل الجزائريين، فابن باديس ليس ملكية للشرق الجزائري ولا لقسنطينة و "الأمير عبد القادر" ليس ملكا لمعسكر أو الغرب الجزائري بل هو ملكية لكل الجزائريين والعرب أيضا وعليه علينا أن نستدعي ممثلين كبار على شاكلة فيلم "الرسالة" وفيلم "عمر المختار" لنرفع مستوى المشاهد الجزائري خاصة شباب الاستقلال لكي ينظروا للأمير عبد القادر على انه فعلا هو مؤسسة الدولة الجزائرية الحديثة. _____________________________ * الإعلامي حميدة عياشي: فساد الحقل السينمائي في فترة البحبوحة كان سببا في إجهاض المشروع مشكل مشروع فيلم الأمير عبد القادر تسيس ولهذا أجهض، كان من المفروض تحقيقه سنوات الثمانينات ولم يتحقق وبعدها نهاية التسعينيات ولم يتحقق وذلك بسبب انعدام الكفاءة الإدارية التي كانت المشكل الأكبر، وسيطرة الفساد على الحقل السينمائي في فترة البحبوحة المالية، وهنا يمكنني أن أقول إن فيلم الأمير عبد القادر كان ضحية لتلك التلاعبات، لكن هذا لا يمنع من العمل من جديد وتقديم العمل بشكل جدي إلى أصحابه لتقديم فيلم حقيقي عن الأمير عبد القادر، ولما لا أكثر من عمل يتناول عديد الجوانب التي تثري الذاكرة التاريخية للجيل الجديد الذي أصبح يعاني ليس فقط فراغا بل ضياعا وسببه انعدام المرجعيات التاريخية لهذا الجيل الجديد. بلد لا ينتج سينما تتعلق بتاريخه ورموزه بلد لا ينتج كتبا هامة حول ذاكرته هو بلد محكوم عليه بالانهيار والاضمحلال. _________________________ * الإعلامي محمد علال: فيلم الأمير عبد القادر هو حلم كل مخرج جزائري أعتقد أن إعادة إطلاق فيلم الأمير عبد القادر مرتبط بنجاح أي مشروع سينمائي، الأمر يتعلق بفضيجة كبيرة كانت احد الأسباب في رحيل الوزيرة السابقة، مشروع الأمير عبد القادر مرتبط بإرادة دولة وأعلى سلطة في البلاد ويبدو أنها لا تريد لهذا الفيلم أن ينجز لعدة أسباب تاريخية وسياسية، لقد خسرت الجزائر الكثير من الوقت من أجل انجاز هذا الفيلم وخسرت خزينة الدولة أيضا الكثير من المال حيث لا يعقل أن تصرف 150 مليار سنتيم دون تصوير مشهد واحد من الفيلم، أعتقد أن فيلم الأمير عبد القادر الذي هو حلم كل المخرجين الجزائريين على راسهم لخضر حامينا وأحمد راشدي وحتى غير الجزائريين، بات حلما صعبا جدا، حسب علمي أن وزارة الثقافة الحالية تود إعادة فتح ملف فيلم الأمير عبد القادر وتريد التوجه لإنجاز الفيلم من خلال التوافق على سيناريو وهنا أتحدث تحديدا عن السيناريو الذي كتبه الراحل بوعلام بالسايح، ولكن هناك مخاوفا كبيرة من أن يتعثر المشروع مجددا ويؤدي إلى عواقب وخيمة على صاحب القرار الذي يريد فتح ملف فيلم الأمير من جديد. ___________________________________ * براشد مهدي: عمل سينمائي عن الأمير يحتاج إلى جدية أكيد من الضروري إنجاز فيلم عن الأمير عبد القادر. ولكن إذا كان بالمستوى الذي ظهر به فيلم بن باديس، فالأحسن أن يؤجل المشروع، هناك بعض الشخصيات والفترات التاريخية الفارقة في حياة المجتمعات والدول، الإخفاق فيها يظهر جليا وواضحا. لذا فأي عمل سينمائي من هذا النوع يحتاج إلى جدية. في ظل أزمة مالية وخطاب تقشفي خاصة في الثقافة الحلقة الأضعف في هذه الأزمة باعتبارها لدى السلطة قطاعا غير منتج وثانوي. يجب استثمار أموالنا جيدا. الوضع المالي الحالي لا يسمح لنا بالتجريب. خيرة بوعمرة