شكيب خليل: الجزائر دولة غنية بالمناجم والقيام بدراسة معمقة ضرورة لتطويرها – بوزيان: الثروة المنجمية قادرة على رفع الاقتصاد الوطني والتوجه نحو تصدير المواد المصنعة ضرورة أجمع الخبراء الاقتصاديون والطاقويون على الاحتياطي الكبير الذي تمتلكه الجزائر من الثروة المنجمية في مختلف المناطق الجغرافية الممتدة القادرة على رفع الاقتصاد الوطني وإنعاشه بالاستغلال الرشيد لها، ودعوا الحكومة إلى الإسراع في إجراء دراسات معمقة لمعرفة المناطق وحجم الثروة التي تمتلكها البلاد للانطلاق في توزيع الاستثمارات واستغلالها الأمثل، مشددين على ضرورة تحويلها إلى مواد مصنعة لتصديرها. وكشف وزير الطاقة السابق شكيب خليل أن الجزائر تمتلك احتياطيا لا يستهان به من الثروة المنجمية من معادن كالفوسفات، الحديد واليورانيوم وغيرها من المواد المعدنية التي تزخر بها البلاد، القادرة على الرفع من الاقتصاد الوطني من خلال التوجه نحو التصدير، أو على الأقل توقيف استيراد هذه المواد المنجمية من الخارج ما يساهم في عدم خروج العملة الصعبة خارج البلاد. وأضاف ذات المتحدث في حديثه ل "الحوار" أن فتح المجال أمام المستثمرين في هذا المجال يساهم في خلق فرص عمل لشباب تلك المناطق خاصة في ظل أزمة الشغل لكنه اعتبر أن مردودها المالي لا يرقى لمستوى البترول كون أن استغلالها يأخذ فترة من الزمن باعتبار القوانين الموجودة حاليا لا تساعد المستثمرين الأجانب في تطوير المناجم، كما أن الكشف عنها واستخراجها يكلف الدولة مصاريف باهضة ووجودها في أماكن متخصصة عكس البترول المنتشر في كامل التراب الوطني. ودعا الوزير السابق الحكومة إلى ضرورة إجرء دراسات معمقة تمكنها من تشكيل بنك معلومات حول المناطق وحجم المواد المنجمية تعطى للمستثمرين الجزائريين الصغار القادرين على استثمار وتطوير المحاجر التي تعتبر مهمة للاقتصاد لتمكينه من التطور وتحقيق الربح المنشود. من جانبه، كشف الخبير الطاقوي بوزيان همهام أن الجزائر تزخر بثروة منجمية كبيرة يمكن أن تمثل رافعا للاتصاد الوطني وموجودة في بشار ومنجم مشري عبد العزيز، حيث تمتلك 3 بالمائة من الاحتياطي العالمي من الحديد، وتحتل المرتبة الثالثة في احتياطي الفوسفات، بالإضافة إلى امتلاكها احتياطي ل 17 معدنا كيميائيا هاما ونادرا تعتمد عليها كثيرا الصناعات التكنولوجية الحديثة، مشيرا أن الصين تستحوذ حاليا على 93 بالمائة من تجارة المعادن النادرة، على غرار اليورانيوم والذهب. وقال بوزيان همام في حديثه ل"الحوار"، إن حضيرة الطاسيلي وحدها غنية بموارد الذهب بحكم تركيبتها الجيولوجية، بالإضافة إلى الهضاب العليا التي بها احتياطات منجمية هائلة، إلى جانب الموارد المنجمية الصخرية كالغرافيت التي أكد أنها الأجود في إفريقيا. وطالب ذات المتحدث بضرورة استغلال هذه الثروات المنجمية بعد القيام بقراءة استشرافية يمكنها أن تكون رافعة للاقتصاد الوطني من خلال ممارسة دبلوماسية طاقوية بعيدة عن شكلها التقليدي بمنطق التموقع في الأسواق واستغلال الموارد الباطنية والدخول في شراكات رابح رابح لاستقطاب الفاعلين في السوق الدولية بحيث تكون أقوى من البترولية والغازية في الجزائر. في ذات السياق وجه همام رسالة إلى الحكومة دعاها إلى ضرورة التحضير لإمكانية استغلال مناجم البلاد من حديد وذهب وغيرها من المواد المنجمية التي تزخر بها، من أجل تعزيز الموارد المالية من العملة الصعبة من خلال قراءة حقيقية واستشرافية للسوق الدولية والتوجه نحو المواد المنجمية التي تعزز الاستثمار وتساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، مضيفا: "لا يمكن ضخ استثمارات ضخمة للمناجم النائمة في فترات تعيش فيها الأسواق الدولية في تراجع وحتى ركود في الأسعار، وهو الأمر القائم في أستراليا التي عرفت توقفا للمناجم وحتى في روسيا وأمريكا، فخروج شركات عملاقة من الصناعة المنجمية هي بمثابة رسالة يجب أن ندركها وهي التي تنقل لنا كيفية إنجاح الاستثمار في الطاقة المنجمية". واعتبر همهام أن تأسيس شركات عمومية أو خاصة أو مختلطة أمر ضروري، لا يقل رأس مالها عن 500 مليون دولار بما أن قراءة السوق الدولية تستدعي ذلك حتى تتمكن من استيعاب صدمات انهيار الأسعار في السوق الدولية. أم الخير حميدي