ركز المشاركون في الندوة الدولية الأولى للموارد المنجمية التي احتضنتها الجزائر بين 2 و4 ديسمبر الجاري في التوصيات التي اصدروها لدى اختتام الاشغال على مسألتي تبادل المعلومات والتعاون بين جميع الفاعلين في الجزائر وخارجها من اجل تطوير القطاع المنجمي· ودعا هؤلاء الى ترقية التعاون وتبادل المعلومات بين الجزائر وجيرانها وبلدان أخرى حول القدرات الجيولوجية والمنجمية ومختلف اعمال البحث والتكوين اضافة الى التشريعات والنظم الخاصة بالمناجم ودراسات السوق وبنوك المعطيات·كما اعتبروا أن وصل جسور التعاون بين الجامعات ومعاهد البحث من جهة والصناعة المنجمية من جهة اخرى أمر مطلوب لتطوير هذا القطاع وترقيته إلى المستوى الذي يجعل منه فاعلا اساسيا في الاقتصاد الوطني· لكنهم بالمقابل سجلوا ان معالجة مسألة "مسار التمويل" لاسيما بالنسبة للاستكشافات المنجمية ولانشاء الشركات المنجمية يعد ضروريا· واذ طالبوا بجعل التظاهرة الدولية المنظمة بالجزائر تقليدا سنويا فإن المشاركين اكدوا على اهمية خلق جمعية تضم المتعاملين المنجميين مع ضمان ترقية الشفافية في مجال التنظيم ذي العلاقة بالحقوق الخاصة بالرخص المنجمية· هذا متعلق بالتوصيات العامة التي خرجت بها الندوة التي شهدت تشكيل عدد من الورشات ناقشت مواضيع محددة ذات صلة بعالم المناجم خرجت هي الاخرى بتوصيات واقتراحات لترقية هذا النشاط بالجزائر، ففي الورشة الخاصة بالاستكشاف المنجمي دعا المشاركون إلى ترقية كل المناطق الجيولوجية دون استثناء باعتبارها في مجملها ذات اهمية· وهو نفس المطلب الذي دعوا اليه بالنسبة لكل انواع المعادن· وشددوا من جانب اخر على ضرورة إتاحة الوصول إلى المعلومات سواء كانت جيولوجية أو جيوكيميائية أو جيوفيزيائية، والسماح للشركات باختيار المساحة التي ترغب في استكشافها· اما في ورشة الفوسفات فتمت المطالبة بتثمين صناعة هذا المعدن معتبرين انه بامكانه ان يشكل احدى محركات بعث النمو الاقتصادي· وفي ذات السياق، قال المشاركون في الورشة ان تطوير هذا الفرع وجعله استراتيجيا في الصناعة الجزائرية يعد امرا حيويا لكنه يحتاج الى تأهيل الهياكل القاعدية والى خلق قطب صناعي كبير يوجه خصيصا إلى صناعة الأسمدة الفوسفاتية المركبة مع تشجيع استخدام الأسمدة بالجزائر عبر عمليات تكوينية وإعلامية· وبورشة "الماس" دعا المشاركون إلى تنظيم يوم إعلامي حول الماس يتوج بتشكيل فوج عمل يكلف بتحضير وثيقة ترقوية حول قدرات الجزائر في هذا المجال، مع المطالبة بإقحام الجامعات في ميدان استكشاف الماس وتعميق الدراسات الجيولوجية، إضافة إلى تخفيف الأعباء الجبائية لاسيما في المناطق المعزولة وتخفيف الاجراءات المتعلقة يايصال التجهيزات الخاصة بالاستكشاف· أما فيما يخص النشاط المنجمي وعلاقته بالتنمية المستديمة أكد الحاضرون على تحسيس الجماعات والمواطنين على ضرورة مزاوجة الإنتاج المنجمي وحماية البيئة· وفي جانب التكوين اقترحوا تطوير جميع أشكال التعاون بين المؤسسة المنجمية ومراكز التكوين وترقية أي شكل من أشكال العلاقة بين الجامعة والمؤسسة· وفي ورشة حول اليورانيوم تم اقتراح إنشاء بنك للمعلومات حول اليورانيوم في الجزائر وإعادة تحيين المعلومات القديمة حول الثروة الموجودة وتطوير برامج تعاون من خلال تبادل المعلومات مع بلدان الجوار· كما تمت الدعوة الى تزويد السكان المحليين بكافة المعلومات الضرورية المتعلقة بمزايا استغلال اليورانيوم والاحتياطات التي يجب اتخاذها عند الشروع في الاشغال الاولية بشفافية تامة· وفيما يخص الحديد تم اقتراح اعادة استغلال بئر غار جبيلات بتندوف الذي يتوفر على قدرة انتاج تقدر بين 20 و40 مليون طن سنويا·