أعلنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، عن إقرار إجراءات جديدة بالنسبة لفئة التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة في الطور الابتدائي، حيث سيتم الاعتماد على نقاط التقويم المستمر بالنسبة للتلاميذ الذين يجتازون شهادة التعليم الابتدائي، معترفة بالنقائص المسجلة بخصوص هذه الفئة. وخلال عرضها لمحاضرة بالمدرسة الوطنية للإدارة، أمس، حول السياسة التربوية في الجزائر، أوضحت الوزيرة أنه تم تطبيق هذا الاجراء السنة الماضية، حيث تم الاخذ بعين الاعتبار نقاط التقويم المستمر لتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة في الطور الثاني والمجتازين لشهادة التعليم المتوسط في تحصلهم على هذه الأخيرة دون الرجوع الى معدلات الامتحان النهائي، كاشفة عن تقديمها لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مقترحا يتعلق باستحداث تخصص للأساتذة المتكفلين بهذه الشريحة. وأكدت المتحدثة ذاتها أن إصلاحات سنة 1971 تم تجسيدها على ارض الواقع على أكمل وجه، فيما تواصل تطبيق إصلاحات اللجنة الوطنية المنصبة التي انطلقت منذ 2003، مضيفة أن من بين التدابير التي تعتمدها لتقييم عمل المديرين بالمؤسسات التربوية أو على المستوى المحلي تتمثل في إحصاء عدد الأقسام التي تم افتتاحها لكل المتمدرسين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا الأقسام التحضيرية الى جانب اقسام اللغة الامازيغية. وفي شأن آخر، عبرت المسؤولة الأولى في قطاع التربية عن استيائها من ضعف مستوى التلاميذ في اللغة العربية وكذا الرياضيات والفرنسية، مرجعة سبب تراجع نتائج اللغة العربية الى عدم دراسة خريجي الجامعات لمادة اللسانيات في تخصص الادب العربي. وبخصوص عملية التكوين التي تشدد عليها بن غبريط، قالت انها ستعمل على تغيير منهجية التكوين حتى لا يكون شكليا فقط، حيث تم تحديد 53 موضوعا في إطار هذه العملية، مؤكدة ان كل الفئات من قطاع منظومة التربية معني بهذا الأمر الذي يضمن الاحترافية ويبلغ مدرسة النوعية والجودة. وفي إطار إصلاحات المنظومة التربوية، صرحت الوزيرة بإعطائها الأولوية للطور الابتدائي كونه القاعدة الأساسية التي تبنى عليها المنظومة كاشفة أن 50 بالمائة من عدد التلاميذ يتمدرسون في الابتدائي على مستوى 70 بالمائة من المؤسسات التربوية، قائلة: "إذا لم تكن المرحلة الابتدائية من التعليم قوية فلا يمكن انتظار شيء من بقية الاطوار". وعرجت على حالة عدم الاستقرار التي شهدها القطاع من موجة الاحتجاجات والإضرابات، مفيدة أن تقييم الوزارة مع الشركاء الاجتماعيين لسنتي 2014 و2015 وبعد العودة الى نتائج الامتحانات ودراسة نوع الأخطاء المرتكبة وتصنيفها من قبل أساتذة ومفتشين وخبراء في الميدان، كشف التقييم عن ضرورة الاهتمام أكثر بالجانب البيداغوجي على المؤسسات التعليمية، مردفة: "سيتم في إطار هذه الإجراءات الانتقال بالمنظومة التربوية من الكم الى النوع". وفيما يتعلق بالمعطيات الكبرى التي تستند إليها الوزارة من أجل تحسين وإصلاح المنظومة التربوية، ثمنت الوزيرة مجهودات الحكومة الجزائرية في تصنيف قطاع التربية في الترتيب الأولي، مشيرة الى الميزانية الممنوحة حيث اعتبرتها بالمتطورة منذ 2006 الى غاية السنة الجارية، إضافة الى مجانية الكتب المدرسية مبرزة ان أكثر من 8 ملايين ونصف تلميذ يستفيد من الكتاب المدرسي مجانيا، وكذا المطاعم التي يستفيد منها اكثر من 3 ملايين تلميذ، ذاكرة خدمة النقل المدرسي المستفاد منها ما يزيد عن مليون ونصف متمدرس. هجيرة بن سالم