الأحزاب السياسية في الآونة الأخيرة، أصبحت تشبه في تحركاتها صغار الدجاج، تحرك بعض عناصرها في كل مكان وفي كل اتجاه، تصيح، تنقر الأرض هنا وهناك، دون هدف ولا أثر واضح ولا دقة في عملها!!. العمل الوحيد الآن الظاهر في الساحة السياسية لهذه الأحزاب، أنها ترسل "كتاكيتها" إلى الإعلام المرئي والمسموع وحتى عن طريق الكتابة في الصحف وفي مواقع التواصل الإجتماعي، لكي تجدد خطابها الجديد القديم حول فشل السلطة، غياب تنمية حقيقية، انتشار للفساد، أسباب الهجرة الشرعية منها وغير الشرعية..الخ ويزيد نقر هذه الكتاكيت للأرض كلما ظهرت احتجاجات اجتماعية هنا وهناك أو تصريح سياسي غريب من مسؤول أو وزير أو رئيس حزب من أحزاب الموالاة، ففي مثل هذه الحالات تنتعش هذه الكتاكيت أكثر، تهيج، تنتشر في كل مكان، في التلفزيونات وعلى الجرائد من أجل إعادة نفس الكلام، ونفس الأسطوانة على مسامع المواطن المنهك، وركوب موجة الاحتجاجات قدر المستطاع، حتى تظهر بمظهر المدافعة عن حقوق الطبقات الاجتماعية المختلفة. الأحزاب السياسية بما فيها الإسلامية التي تعرف بالجدية، فشلت فشلا ذريعا على المستوى السياسي من أجل تقديم بديل حقيقي مقنع يحرج السلطة، يجمع من حولها السواد الأعظم من الشعب، فشلت في بعث اقتراحات جديدة، وطرح مبادرات سياسية أخرى، حتى تقيم الحجة أكثر، وتدفع بصنّاع القرار إلى النظر حولهم، حتى لا ينسوا أنفسهم، أو يعتقدوا أنهم وحدهم فقط المتواجدون على الساحة السياسية. المعارضة في هذه السنوات أصبحت تعاني كثيرا جراء الخطاب الهش والعنيف أحيانا، فلا هذا يفرح ولا ذاك يغري، وجراء خيارات سياسية خاطئة لم تكن في حقيقة الأمر إلاّ ردود أفعال أكثر منها قناعات حقيقية تتسم بالهدوء والرزانة وبعد النظر، مبنية على دراسات واقعية علمية!!. في رأيي الشخصي، بمثل هذه الأحزاب الموجودة في الساحة لا أمل في التغيير في الوقت الراهن، وأن سياسة تحريك "الكتاكيت" التي تنتهجها خاصة الأحزاب الإسلامية لن تجدي نفعا، فليس هذا من يجمع حولها أغلبية الشعب، فالذئاب كثر، والمكان مظلم، زادها إغلاق هذه الأحزاب على نفسها ظلمات فوق ظلمات، فلا رؤية ولا وضوح للأفق ولا إستراتيجية، الكل واقف ينتظر ماذا سيحدث بعد هذه "الحيحوحة" التي طالت الجميع؟!.