لا تزال معاناة العديد من سكان حي '' لابوشري'' الكائن ببلدية واد قريش غرب العاصمة في مد وجزر مع السلطات التي تجاهلت هذه العائلات ومعاناتهم إلى حد اليوم على حد قول سكان الحي، الذي يعرف بتدهور مساكنه أو المعروفة في أوساط السكان حسبهم بالشاليهات أو الأكواخ كما أسماها البعض الآخر منهم. ويعود تاريخ تشييد هذا الحي حسب شهادات بعض السكان إلى نهاية الخمسينات من قبل السلطات الفرنسية، إلا أنه وبعد خروج المستعمر استوطنت العائلات الجزائرية النازحة بهذا الحي الذي يعد من أقدم الأحياء على مستوى البلدية على حد قولهم. كما أضاف ذات المتحدثين أن صعوبة اقتناء مسكن لائق أدى بالعديد من العائلات إلى اختيار هذا الحي لبناء أكواخ قصديرية أو فوضوية على مستوى المساحات الشاغرة الموجودة على تراب هذا الأخير. وما زاد من صعوبة العيش في هذا الحي على حد تعبير السكان، تدهور حال الشاليهات التي أثرت بالسلب على صحة ساكنيها بسبب رائحة ''الأميونت'' المنبعثة من أسقفها وجدرانها المتصدعة والمتآكلة جراء الرطوبة، الأمر الذي زاد من ارتفاع عدد المرضى بالحساسية والربو وغيرها من الأمراض المزمنة الأخرى التي طالت خاصة الأطفال وكبار السن. أما عن وضعية الحي بصفة عامة فحدث ولا حرج لانعدام الإنارة العمومية، الماء الصالح للشرب وكذا اهتراء مختلف طرقاته والتي يصعب على السكان اجتيازها خاصة في فصل الشتاء بسبب الأوحال، زيادة على تصدع قنوات صرف المياه القذرة التي ساهمت وبشكل ملحوظ في انتشار الروائح الكريهة وكذا الأوساخ والنفايات الملقاة هنا وهناك . من جهة أخرى فإن ارتفاع نسبة البطالة في أوساط سكان الحي زادت من رسم معالم الفقر والعوز في وجوه السكان لسوء حالتهم الاجتماعية، ونتيجة لهذه الأوضاع اضطر أغلب شباب وأطفال الحي حسب عائلاتهم إلى خوض مجال العمل في ظروف غير شرعية على حساب دراستهم للقمة العيش لا غير مهما كانت الصعاب. وفيما يخص دور السلطات المحلية أكد السكان أن هذه الأخيرة على علم بكل النقائص والمشاكل التي يعانون منها، إلا أنها لم تتحرك ساكنة لأسباب يجهلونها على حد قولهم، إذ اكتفت السلطات البلدية حسبهم بإصدار وعود دون التكفل الحقيقي بهذا العائلات. وفي ظل هذه الظروف الصعبة يطالب السكان السلطات البلدية بالتدخل للتخفيف من حدة معاناتهم وذلك بترحيلهم خاصة بعدما أضحى ''الأميونت'' وكذا الرطوبة تهددان صحتهم.