– الجزائر لم تعارض يوما فتح الحدود.. ولكن – لا لتهويل خطاب العاهل المغربي الأخير – الجزائر موقفها واضح والمغرب ملزم باحترام المواثيق الدولية – نرحب بمبادرات تعزيز العلاقات بين الجزائر والمغرب قدم الأمين العام لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي، الدكتور سعيد مقدم، قراءة مفصلة لواقع الوحدة بين بلدان المغرب العربي، وواقع العلاقات الجزائرية المغربية، وخطاب العاهل المغربي الأخير، وقضية فتح الحدود. وانطلق مقدم من مقولة شهيرة لفيكتور هيغو: “اذا كان من الممكن إيقاف جيش، فإنه من الصعب إيقاف زحف الأفكار.. الأفكار لا يمكن أن نتصدى لها بسهولة ويسر”، ليضيف أن هذا ما سيمنحنا الامل للوصول الى بناء اتحاد مغاربي يجمع شعوب المنطقة ولا يفرقها، مؤكدا ان “اللامغرب يكلفنا خسائر فادحة”، وأن الأمر أصبح يستدعي أكثر من أي وقت مضى العمل على تجاوز الخلافات والجلوس الى طاولة الحوار تجنبا للمؤمرات الدولية التي تعمل على تهديم أي خطوة تسير في اتجاه اتحاد مغربي عربي متكامل. تغطية: سهام حواس حنان حملاوي تصوير: مصعب رويبي +++++++++ لا تهولوا خطاب العاهل المغربي قال سعيد مقدم إننا نعيش الآن في خضم مقاربتين اساستين، الاولى وهي مقاربة العمل الثنائي، وهذا الطريق تتزعمه المملكة المغربية التي تنادي بهذا المسار، اما المقاربة الثانية فتتعلق بالعمل المتعدد الأطراف، ولكل من هذين الطريقين مسارات مختلفة. وأشار ذات المسؤول إلى أنه يجب ان نضع كل سياق وموقف في مساره، وأوضح قائلا: “اذا أتينا لمناقشة المقاربة المغربية التي تنادي اليوم بالعمل الثنائي اكثر من اي وقت مضى.. هذا الطرح قديم ويعود رسميا الى القمة التي عاد في اطارها المغرب الى حظيرة الاتحاد الافريقي، وقال العاهل المغربي حينها ان شعلة الاتحاد المغاربي انطفأت، ولم تمر هذه الكلمة هكذا فقط وأنما استغلتها الخارجية المغربية وبدأت في كل مرة تعمل من اجل تفعيل العمل الثنائي وهجرت العمل متعدد الاطراف، وآخر اجتماع لمجلس وزراء شؤون خارجية المغرب العربي كان في عام 2016 حيث حدث ما حدث في هذا الاجتماع، وكانت وجهات النظر بين الجزائر والمغرب متباينة، وهو الاجتماع الذي ترأسته ليبيا باعتبار أنها تترأس اتجاد المغرب العربي حاليا”. الجزائر لم تعارض مطلب فتح الحدود أكد مقدم أن الجزائر لم تعارض مطلب فتح الحدود مطالبا بعدم تهويل خطاب العاهل المغربي الأخير الذي دعا فيه الجزائر صراحة إلى فتح ملف العلاقات الثنائية بجوانبها المختلفة للوصول إلى فتح الحدود البرية بين البلدين، مشيرا الى ان هذا المطلب لا تعارضه الجزائر، بالعكس كانت تطالب بفتح هذا الملف من خلال تشكيل لجان متخصصة قنصلية ومالية واقتصادية للوصول بنتائج ترفع لرئيسي البلدين ثم نلغي التأشيرة ونفتح بعدها الحدود. وأشار ضيف “الحوار” إلى ان خطاب العاهل المغربي تزامن والذكرى 43 للمسيرة الخضراء التي بسطت من خلالها المملكة المغربية سلطتها الادارية على أراضي الصحراء الغربية، بالإضافة الى انها تتزامن ايضا مع الشروع في حضور مفاوضات بين المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو. مضيفا: “هناك مواعيد واستحقاقات، الى جانب موقف مجلس الامن الاخير، من اجل التوصل لحل لهذه القضية التي طال امدها، وكان هناك ضغط من الطرف الأمريكي، ودعا طرفي النزاع الى التوصل الى حل مرض في اطار الشرعية الدولية”. وأشار مقدم الى ان الجزائر اقترحت قبل الملك المغربي عقد اجتماع اللجان المشتركة لدراسة المشاكل العالقة بين البلدين، وصادقت على اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين، في حين ان المغرب لم يصادق في برلمانه على اتفاقية ترسيم الحدود، وبالنسبة للحدود مع المغرب تمت تسويتها، وما يهمنا ان رسم الحدود لا يعني غلقها، بل لتمكين ابناء المنطقة من حرية التنقل. موقف الجزائر من شأنه تعزيز التكتلات الإقليمية وعاد الامين العام لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي للحديث عن موقف الجزائر، وذكر انه مع موقفها القائم على التعاون الثنائي بين البلدان المغاربية، معتبرا ان هذا الامر من شأنه تعزيز جسور التعاون بين التكتلات الجهوية والإقليمية في اطار ما يسمى بالتنسيق والتآزر بين المواقف. وأبرز ذات المتحدث، في سياق متصل، ان موقف الجزائر واضح، حيث دعت الى عقد اجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي استنادا الى مرجعيات اساسية. تخوف من التنصل بالالتزامات الدولية وقدم مقدم قراءات مختلفة لعدد من الاحداث ذات الارتباط بالمنطقة المغاربية وباقي دول العالم، وعلق بالقول: “لما نعود الى ما يدور في المجتمع الدولي في سبتمبر الماضي كل البيانات والخطب لرؤساء دول وأمانات الاممالمتحدة اتفقت على نقطة اساسية وهي ضرورة إيلاء اطار التعاون المتعدد الأطراف، واحترام الالتزامات الدولية في إعادة نسج العلاقات الدولية، ولما نقوم بدراسة هذا الامر نستخلص ان هنالك تخوفا كبيرا من التنصل بالالتزامات الدولية بدليل مع وقع مع ايران حاليا فهو تهديد لبلدان الى جانب قضايا مهمة وخروج العديد من البلدان من هذه المعاهدة الى جانب التزامات عديدة منها قضية الشرق الأوسط التي تقهقرت كثيرا حتى نكاد لا نوليها اهمية في المنظمات الدولية”. للأسف.. اقتصادات الدول المغاربية هشة وتوقف مقدم للحديث عن القمة الافريقية الاستثنائية الاخيرة، والخاصة بتقييم مسيرة الاتحاد الافريقي، وقال: “خرجوا بنتيجة مؤداها ضرورة تفعيل التكتلات الجهوية والاقليمية، نحن لدينا 8 تكتلات في شمال افريقيا.. للأسف اقتصادات الدول المغاربية هشة، وقوة التفاوض تكاد تكون منعدمة جماعيا، باستثناء التنسيق في المجالات الأمنية وهي محدودة جدا”. مضيفا: “النقطة الثالثة التي اعتمدتها الجزائر التكتل الجغرافي، حيث انه اليوم لا يمكن لأي بلد ان يواجه هذه التحديات منفردا، وبالتالي يجب ان ننتمى الى تكتل. وعاد ضيف “الحوار” للحديث عن بعض المعطيات السابقة، في مقدمتها التهم التي كانت توجه الى من يقف في وجه بناء الوحدة المغاربية؟ وهذه التهمة -حسبه- التي كانت موجهة للجزائر، وآخر اجتماع لمجلس الرئاسة المغاربية كان سنة 1994 في تونس. وتأسف سعيد مقدم للوضع، فبدلا من ان نخرج كقوة تفاوضية قوية خرجنا مشتتين: “تونس ذهب منفردة للاتحاد الأوروبي ووقعت اتفاقية الشراكة، أربع سنوات فيما بعد، وبالتحديد عام 1998، شاهدنا المغرب أيضا ذهب ووقع على اتفاقية شراكة، اربع سنوات فيما بعد الجزائر كذلك وقعت اتفاقية شراكة، والنتيجة ان كل الاتفاقيات كانت فاشلة، لأننا دخلنا منفردين بدل ان ندخل كقوة واحدة”. دول المغرب العربي تخسر 10 مليار دولار سنويا وأكد مقدم ان اليوم كلفة ما وصفه ب”اللامغرب” باهظة جدا، وأشار بلغة الأرقام إلى أننا نخسر حوالي 10 ملايير دولار سنويا.. ونسبة البطالة في دول المغرب العربي تصل الى 17 بالمائة مجتمعة، وهي نسبة كبيرة وتكلفنا حوالي خمسة ملايير دولار سنويا، ولا توجد سوق عمل، كما أننا نفقد 200 ألف منصب عمل سنويا”. واعتبر ذات المتدخل أن الإحصاءات غير مشجعة “نفتخر أننا شبه قارة، وفي الواقع، وحسب المعطيات، الجانب الغذائي والأمني غير مؤمن.. منطقة مهددة امنيا في أركانها الأساسية”. الهجرة غير الشرعية أكبر خطر يهدد المنطقة المغاربية ودعا سعيد مقدم إلى الوقوف على ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي اعتبرها من اخطر المشاكل التي تعاني منها المنطقة المغاربية، وهذا ما جعل علاقتنا سيئة مع جيرانا في الضفة الشمالية للمتوسط، ويشيرون دائما -حسبه- إلى عدم تحكم البلدان المغاربية في هذه الظاهرة، حيث يريدون ان تتحول بلداننا المغاربية إلى مراكز حراس حدود. وذكر في معرض حديثه أن موضوع الهجرة خطير جدا، لأنهم يريدون ان يحولوا بعض المناطق في الدول المغاربية إلى مناطق لاستقبال اللاجئين، وهذا يؤثر على استقرار أي دولة، مشيرا إلى انه في خمسة ديسمبر القادم ستعقد قمة في المملكة المغربية لدراسة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، تليها قمة عالمية لدراسة الظاهرة. مرحبا بأي مبادرة تخدم العلاقات الجزائرية المغربية وخلص ضيف الحوار للقول: “التحديات كبيرة اليوم.. وأمام هاتين المقاربتين مرحبا بكل مبادرة خيرية بناءة وفعالة من شأنها أن تخدم العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف.. لا افهم لماذا تم تهويل خطاب العاهل المغربي الأخير بخصوص العلاقات الجزائرية المغربية.. هناك عمل دبلوماسي بين البلدين.. واللجان المشتركة تشتغل وصولا الى اللجنة المشتركة الكبرى.. والعمل يجب ان يتخذ مسارين: “العمل الثنائي، والعمل المتعدد الأطراف”. مضيفا: “الاقتراحات التي قدمتها للمجلس: ان الإطار القانوني تجاوزه الزمن، وهناك توجه جديد نادت به الجزائر منذ عام 2003 لإعادة النظر في الشكل الهندسي للبناء الاتحادي.. بمعنى الدعوة الى الارتقاء بالعمل الاتحادي الى تكتل اقتصادي برغماتي، بمعنى الشراكة المتوازنة.. المؤسسات الحالية للاتحاد اعتقد، وفقا للمعاهدة التأسيسية، لا تحقق الأهداف المرسومة له، وينبغي مراجعة الطبيعة القانونية للمؤسسات، منها مجلس الشورى المغاربي التابع لرؤساء الدول”. وفي سياق متصل، أشار إلى أنهم طالبوا بأن الاتفاقيات التي لم يصادق عليها والبالغ عددها 38 اتفاقية، البرلمانات هي التي تصادق عليها، ويجب ان نؤخذ البرلمان الأوروبي نموذجا”. هناك مشروع استراتيجي مغاربي يجب تجسيده وختم مداخلته بالقول: “الآن هناك مشروع استراتيجي حضاري مغاربي ينبغي تجسيده، ويجب أن نغير الخطاب المتداول بين أقطار أبناء المنطقة المغاربية، لأنه لا يخدم التوجه نحو البناء، كلما نلتقي إلا وكان هناك خلاف، لماذا لا نبحث فيما يجمعنا”. وعرج مقدم على فشل مساعي اللقاء على مستوى رؤساء الدول في المرات السابقة، قائلا: “تحصلنا على موافقة الدول الخمس لعقد قمة في الجزائر، اعتذر العاهل المغربي عن الحضور، وهو ما دفعنا لإلغاء القم،ة ثم مباشرة في القمة العربية التي عقدت في الجزائر التقى الرئيس بوتفلقية مع محمد السادس لبحث العلاقات بين البلدين، وثم مرة ثانية ليبيا دعت الى قمة مغاربية، وكل التحضيرات، لكن في اخر لحظة تعذر حضور المغرب لهذا الاجتماع”. وحاليا ننتظر رد المملكة المغربية، وفي حال كان هناك خلاف سنجتمع في الرباط في مقر الأمانة العامة. معاهدات الاتحاد التأسيسية بحاجة إلى مراجعة طالب سعيد مقدم بضرورة مراجعة معاهدة الاتحاد التأسيسية في حد ذاتها، التي تقيم القرارت التي تصدر عن الاتحاد ومجلس الرئاسة، والذي لم يجتمع منذ 24 سنة، وهناك آلية اخرى لم تحرك ابدا باجتماع الوزارء الأولين.في حالة لم يجتمع رؤساء الدول، وهذه الآلية لم تطبق مطلقا ثانيا مراجعة الطبيعة القانونية لمجلس الشورى المغاربي والمفروض انها تتحول الى برلمان مغاربي ليكون لها صلاحية التشريع والمراقبة، مطالبا بأن ينتخب الاعضاء 157 ولا ينتدبون من مجالسهم الوطنية وإنما ينتخبون بواسطة الاقتراع المباشر، كما هو معمول في البرلمانات العالمية، مثلا حصلنا على قائمة اسماء الممثلين لموريتانيا، ولكننا لم نتمكن من الحصول على قائمة الاعضاء الممثلين لتونس لأسباب داخلية. ++++++++ عبد الحميد العربي بن شريف: لا يجب استبعاد دور الاستخبارت الخارجية في ضرب الاتحاد قال عبد الحميد العربي بن شريف إن اتحاد المغرب العربي يعد فضاء واسعا كان من المفروض ان يكون له دور فعال واستراتيجي، بسبب موقعه وثرواته الطبيعية والبشرية، لكن تداخل المصالح الخارجية شتتته، ولا يجب استبعاد دور الاستخبارات الخارجية في ضرب هذا الاتحاد. وأشار العربي بن شريف في تدخله في منتدى “الحوار” إلى خطورة قضية اللاجئين التي تحاول الدول الأوروبية تحويل دول شمال إفريقيا إلى مراكز تجميع للمهاجرين الأفارقة، قال بن شريف في هذا الخصوص إلى أن توطين اللاجئين الأفارقة في الجزائر خطير جدا، وضرب مثالا بسوريا التي تضررت بشكل كبير عبر توطين الاكراد الذين فروا من تركيا ويحملون السلاح اليوم لإقامة دولة كردية داخل الاراضي السورية، محذرا في ذات السياق من مخاطر فتح الحدود دون تخطيط مسبق، خاصة أن الدول المجاورة لا تحوز على قراراها السياسي وتحكمها فيها أيادي خارجية ولوبيات خطيرة، مضيفا في ختام حديثه ان بناء الاتحاد المغاربي ليس مستحيلا. +++++++++ محمد ذويبي: يجب أن تستقل دول الجوار بقرارها السياسي تساءل الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي عن إمكانية بناء المغرب العربي في الوقت الراهن، رابطا ذلك بقدرة الأطراف الرسمية في بلدان المغرب العربي على الفصل بين القضايا المتعلقة ببناء المغرب العربي والقضايا الأخرى السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الشرط الأساسي للوصول إلى اتفاق جماعي هو أن تستقل الدول بقرارها السياسي، مؤكدا أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بهذا الشرط مع العقبات التي وضعت في طريقها بسبب ذلك، ما يهمنا بالدرجة الأولى هو مصلحة الشعوب، وفي النهاية كل دولة تفكر في مصيرها. ++++++++ جمال بن عبد السلام: المغرب يرفض الاعتراف بالمواثيق الدولية قال رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، ان على دول المغرب العربي معالجة المسببات التي تعرقل ترسيم الحدود، والتي يبقى الجانب المغربي هو المعرقل، بسبب عدم اقتناعه والتزامه بحدوده الموروثة عن الاستعمار، مشيرا في تدخله في منتدى “الحوار” إلى ان اول معيق لبناء الاتحاد المغاربي هو النظام المغربي، متسائلا في ذات السياق عن مدى قدرة مسؤولي دول المغرب العربي على توطيد العلاقات بينهم والدخول في مشاريع كبيرة للتعاون والبدء بقضايا لا تثير الخلاف الى غاية الوصول إلى فرض الأمر الواقع للوصل الى تعاون مغاربي متكامل. وفي مسألة غلق الحدود، قال بن عبد السلام: يجب ان نعالج المسببات، ونبحث عن الحلول وتطبيق المواثيق الدولية والاعتراف بها، والتي تلزم الدول بحدودها الموروثة عن الاستعمار، وهو ما يرفضه المغرب.