“ من المرتقب أن تنطلق اليوم انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة عبر كامل ولايات الوطن، حيث سيتنافس المنتخبون المحليون في 48 ولاية من أجل الفوز بمقعد في مجلس الأمة الذي سيكون مفتاحا لآفاق جديدة بالنسبة للوافدين الجدد إلى الغرفة العليا. واتضح من مختلف الترشحات أن المنافسة ستنحصر في غالبيتها بين منتخبي الأفلان والأرندي المشاركين في كل الولايات، حيث سيعتمد مرشحي الحزبين على منتخبيهم المحليين بالدرجة الأولى ثم منتخبي التشكيلات السياسية الأخرى التي التحقت بها بغرض الدعم والمساندة، والتي ستكون حتما الفيصل بين الحزبين بعد نهاية الاقتراع. وبالرغم من أن غالبية التشكيلات السياسية لم تعلن موقفها الرسمي من المساندة، إلا أن بعضها ترك حرية الاختيار لمنتخبيها في القاعدة من خلال ترسيم تحالفات على المستوى المحلي. وفي السياق، اعترف معاذ بوشارب، منسق الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني، أن “دعم مختلف التشكيلات السياسية للأفلان سيعزز من حظوظ فوز مرشحيه في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة”. وقال بوشارب في كلمته التي نشرتها الأمانة العامة أمس الجمعة، إنه “مع بداية العد التنازلي لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس، المزمع إجراؤها اليوم توجه قيادة الأفلان بوصلة الحزب نحو هذا الاستحقاق الانتخابي الهام، وهذا بعد أن وضعت إستراتيجية محددة وجندت مناضلي ومنتخبي الحزب من أجل الفوز في هذه الانتخابات”. وتابع أن “الأفلان سيدخل انتخابات السينا عبر جميع الولايات مدعوما بمنتخبي الحزب وعدد من التشكيلات السياسية التي قررت دعم الأفلان في هذا الرهان الانتخابي” مشيرا إلى أن “هذا يعزز من حظوظ الحزب أكثر من أجل كسب هذه المحطة الانتخابية”. من جهته، يجري الأرندي تحضيراته تحسبا لانتخابات مجلس الأمة على قدم وساق، حيث يركز حزب أويحيى على عنصر الانضباط كأول نقطة قوة من أجل كسب معركة الغرفة العليا حيث أصدر عدة تعليمات في هذا السياق يطالب من خلالها بضرورة التزام منتخبي الحزب عبر جميع الولايات بالوقوف إلى جانب مرشحيهم. ويعتبر الأرندي عدم فقدان أصوات منتخبيه المحليين في حد ذاته مكسبا مهما من شأنه أن يساهم في فوز الحزب وتقوية صفوفه مما يسهل عملية استقطاب منتخبين محليين من تشكيلات سياسية أخرى حتى ولو كان على حساب “تحالفات غير طبيعية”. ولم تخف مصادرنا أن “الأرندي قام بتحالفات محلية أكثر من فوقية حيث تم ترك حرية المبادرة للمرشحين من أجل جلب أكبر عدد ممكن من المنتخبين المحليين من مختلف التشكيلات السياسية”. كما كشفت ذات المصادر أن الحزب “استطاع أن يستقطب عدد معتبر من المنتخبين المحليين من صفوف جبهة القوى الاشتراكية وحزب الفجر الجديد بالإضافة إلى جبهة المستقبل حيث تم القيام بتحالفات سرية على المستوى المحلي لتفادي العقوبات”. ويعتبر الوعاء الانتخابي لحركة مجتمع السلم رقما مهما في معادلة الأحزاب السياسية الراغبة في الفوز بمقاعد في مجلس الأمة بالنظر إلى العدد المعتبر لمنتخبيها المحليين. وقد سبق للحركة أن أعلنت عن تقديمها لمترشحين عبر 15 ولاية أغلبها بولايات الشرق على غرار المسيلة وسطيف وقسنطينة بالإضافة إلى ولايات بسكرة والوادي بالجنوب ووهران بالغرب. وأعلنت الحركة أنها تحالفت مع الأفلان في 13 ولاية من بينها البليدة وورقلة كما تحالفت مع حزب الأرندي في 7 ولايات وساندت مرشح حزب الحركة الشعبية الجزائرية في ولاية بومرداس كما تحالفت مع مترشح حر في ولاية تيزي وزو. في حين تركت قيادة حمس حرية الاختيار والتصويت لمنتخبيها في 6 ولايات على غرار ولايتي غرداية وميلة بالنظر إلى عدم وجود وعاء مهم للمنتخبين المحليين والذي لا يمكنه التأثير على نتائج الموعد الانتخابي. في حين كشف رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العمال جلول جودي في تصريح سابق ل “الحوار” أن “الأمينة العامة للحزب لوزيرة حنون فصلت في الموضوع ووجهت تعليمة للمنتخبين المحليين تطالبهم بالامتناع عن الدخول أو المشاركة أو المساندة أو دعم أي مرشح تحسبا لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة”. وبحسب جودي فقد “تم توجيه تعليمات للمنتخبين المحليين تلزمهم بعدم مساندة أي مرشح من الأحزاب الأخرى والامتناع عن التصويت في ظل انتشار سياسة شراء الذمم واستعمال المال الفاسد من قبل المترشحين لشراء أصوات المنتخبين”. وقد سبق للحزب وأن ساند في الاستحقاقات الماضية مرشحي الأرندي في إطار تحالف قاعدي تم القيام به بين التشكيلتين السياسيتين قبل أن يتم التراجع عنه لاعتبارات سياسية وظرفية. مالك رداد