رفعت شبكة جمعيات الأمراض المزمنة خلال تنظيمها للطبعة الثالثة ل ''ربيع الصحة''مجموعة من التوصيات شملت تلك التي رفعت السنة الماضية وأخرى جديدة قسمتها على فئتين الأولى تتعلق بالتكفل الجيد بالمرضى، أما الثانية فجاءت مشددة على تطبيق نظام التأمين التعاقدي بين الضمان الإجتماعي والمستشفيات في أقرب الآجال وفقا لما ألح عليه رئيس الجمهورية قبل نهاية السنة الجارية في مناسبات مختلفة. تطرق رؤساء وممثلون عن 8 جمعيات لذوي الأمراض المزمنة بالجزائر نهاية الأسبوع، بعرضهم جملة من النقاط إلى إشكالية التكفل بذوي الأمراض المزمنة، وتحديدا المتواجدين منهم داخل المستشفيات وفقا للشعار الذي اختير من طرفهم هذه السنة '' التكفل الأحسن بالمرضى داخل المستشفيات''، حيث أكد المتدخلون في كلماتهم على أهمية تأمين تكوين جيد للأطباء وإعدادهم لمواجهة الأمراض المزمنة، وهذا عن طريق إشراك مديرية الوقاية بوزارة الصحة في العملية. مطالب معنوية وأخرى مادية انقسمت توصيات الشبكة هذه السنة وفقا للمنظمين إلى مطالب معنوية وأخرى مادية، فقد ركزت الأولى على تقريب مراكز العلاج والمتابعة من هؤلاء وتزويدها بوسائل نقل لتخفيف عنهم عناء التنقل، خاصة بالنسبة للمصابين بالقصور الكلوي المزمن، ممن يعيشون تحت رحمة آلات تصفية الدم، مع ضمان عدم حدوث انقطاعات وندرة للأدوية على مستوى المستشفيات، والأهم من ذلك تآزر الفريق الطبي واستقباله اللائق للمرضى، مجانية الصور الطبية بالمستشفيات بانتظار أن تفتتح مراكز التصوير الطبي التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وفتح إمكانية تقديم العلاج والإسعافات لأصحاب الأمراض المزمنة بمنازلهم على اختلاف أنواعها من تمريض إعادة التأهيل الحركي، والإنعاش بالأوكسجين لمرضى الربو والقصور التنفسي. كما شدد المتدخلون على الرفع من قيمة المنح التي يتحصل عليها المرضى، سيما المعاقون منهم معتبرين إياها غير كافية لتغطية نوع واحد من الأدوية أو التحاليل الطبية. أما بالنسبة للتوصيات المتعلقة بنظام التأمين التعاقدي بين صندوق الضمان الإجتماعي والمستشفيات، فقد طالب رؤساء الجمعيات المنخرطين في الشبكة بإشراك الحركة الجمعوية في هذا المجال، والعمل على تدعيم الإعلام والتوعية والتوجيه حول كل ما يتعلق بهذا النظام الجديد، وكذا تفعيل عملية إحصاء المرضى المحتاجين وغير المؤمنين اجتماعيا، والتحرك السريع تجاه أرباب العمل الذين لا يصرحون العمال على مستوى صندوق الضمان الاجتماعي واتخاذ ضدهم الإجراءات اللازمة، مع تعميم التعاقد لكل أنواع الأمراض المزمنة سواء المؤمنين على مستوى صندوق الضمان الاجتماعي للأجراء أو لغير الأجراء. المرافقة والدعم النفسي أكدت من جهتها قاسيمي سامية رئيسة جمعية نور الضحى لمرضى السرطان خلال مداخلتها على ضرورة التكفل النفسي بالمرضى المزمنين، والذي يغيب تماما من مصطلح علاج الأمراض المزمنة بالجزائر، مؤكدة أن التكفل النفسي يجب أن يكون على حد سواء بالمرضى أنفسهم وبعائلاتهم أيضا لمنحهم القوة اللازمة لمجابهة الواقع الأليم فليس من السهل أن يعيش الفرد في أسرة بها شخص مريض يحتاج إلى الرعاية المستمرة من جميع أفرادها، مما قد يشكل ضغطا نفسيا عليهم إن لم يتعلموا طريقة امتصاص الصدمات النفسية وتقبل الواقع بمساعدة أخصائيين نفسانيين. وفي تصريح خاص ل ''الحوار'' على هامش المداخلات أكد رئيس الشبكة ورئيس الجمعية الوطنية للمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي بوعلاق عبد الحميد أن العمل الذي أنجز إلى غاية اليوم مشجع، فلقد تم تحسيس السلطات المعنية بالأمر وهي تتعاون بجدية ومثابرة مع شبكة الجمعيات فمثلا، نسقت وزارة العمل معها لقاءات شهرية، أسفرت عن إجراءات عملية، تم تطبيقها في أرض الواقع من أجل تحسين التكفل بالمريض. ولذا، فإن الشبكة قامت أيضا هذه السنة باستخلاص حوصلة عن العمل المنجز إلى غاية الآن، والخروج بتوصيات لمواصلة العمل في طريق تكفل أفضل بالمريض المزمن.