أبدى سكان بلدية بولحاف الدير التي تبعد بحوالي 10 كلم شمال عاصمة الولاية تبسة تذمرهم وغضبهم من الغزو الكثيف والمنظم لأسراب الناموس والحشرات الضارة خاصة في الفترات الليلية أين تكون درجات الحرارة مرتفعة، وهي الوضعية التي تؤرقهم، وتجعلتهم في حيرة من أمرهم بعد عجزهم في عملية المكافحة التي استعملوا فيها كل أنواع المبيدات والأقراص المضادة للحشرات التي باءت كلها بالفشل ولم تأت بنتيجة. وما زاد في معاناتهم وتخوفهم ظهور نوع من الناموس كبير الحجم لم تعرفه المنطقة من قبل ولم يشاهدوه سابقا، تترك لسعاته آثارا ظاهرة على الجسم وحبيبات كبيرة أثارت مخاوف المصابين. وفي سؤال '' الحوار '' عن سبب انتشار وغزو هذه الحشرات للمنطقة، صرح ممثلو السكان أن السبب يكمن في الوادي الكبير الذي يعبر بجانب بلديتهم، وهو أحد أكبر الأودية بولاية تبسة الذي يشتهر بمياهه القذرة التي تأتي عبر قنوات الصرف الصحي من جل أحياء عاصمة الولاية، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة والمقرفة منه، هذا دون التطرق لمنظره الذي ساهم في بشاعة مدخل الولاية من الجهة الشمالية باعتباره يقطع الطريق الوطني رقم 16 ويمر عبر أربعة بلديات وصولا إلى الجمهورية التونسية. ومن أجل رفع انشغال المواطنين إلى السلطات المحلية، أكد مصدر مسؤول ل '' الحوار '' بأنه تم تسجيل مشروع ضخم للقضاء على الأضرار التي يسببها الوادي خصوصا وأنه غير مغلق، وما ينجم عن مياهه القذرة والروائح المنبعثة منه، وذلك من خلال رصد مبلغ مالي يقدر ب 500 مليار سنتيم لإنجاز مصنع بجانب الوادي لتصفية المياه القذرة وغلقه نهائيا، وهو المشروع الذي لا يزال قيد الدراسة في انتظار تجسيده على أرض الواقع، ليتم بعد ذلك استغلال المياه التي يتم تصفيتها بطرق علمية وتقنية في عمليات السقي الزراعي وفي المصانع التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه في عملها.