تعمل وزارة الصحة على دعم الآليات الكفيلة بالتشخيص والكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة والمتنقلة، وذلك برفع عدد مراكز الكشف وتوزيعها على عدة نقاط من الوطن ، خاصة فيما تعلق بالكشف عن الايدز والتهاب الكبد الفيروسي. أكد مدير الوقاية بوزارة الصحة السيد واحدي استعداد وعزم وزارة الصحة على تعزيز الكشف الثلاثي للمصابين بالايدز في الجزائر. وذكر الدكتور واحدي أن وزارة الصحة تعتزم إلحاق مركز باستور للكشف عن السيدا والأمراض الأخرى المزمنة والخطيرة الذي ستنتهي أشغال انجازه قريبا بالمراكز الثلاثة المتواجدة عبر العاصمة، وكذا العمل على إلحاق جميع مراكز الكشف المتواجدة عبر الوطن بشبكة الانترنت لضمان إيصال المعلومات بدقة الى مركز باستور ضمانا للسرية. وأكد الدكتور واحدي على أن التشخيص المبكر يضمن التكفل العلاجي والطبي الفوري. وبخصوص العلاج الثلاثي أضاف الدكتور واحدي بأن هذه الطريقة أثبتت نجاعتها في تحسين التكفل بمرضى الايدز وزيادة فرصتهم في الحياة كباقي الناس حيث يمكن للمريض الايدز العيش لأكثر من 10سنوات ويمكن للفرد المصاب العيش حياة عادية، مطالبا في معرض حديثه بضرورة تفعيل مراكز التشخيص الموجودة حاليا والعمل التنسيقي من أجل توعية الأشخاص، وتوجيههم للقيام بالتشخيص، ومرافقتهم وتوجيههم الى مراكز العلاج القريبة منهم. مراكز الكشف بوابة لمحاربة الأمراض ذكر الدكتور واحدي أن مؤشرات نجاح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الايدز معرفة نتائج الأفراد الذين يتوجهون للتشخيص، ''وفي حال ظهور النتيجة سلبية، نحث هؤلاء الأشخاص على اتباع أساليب الوقاية، أما إن كانوا مصابين فنساعدهم على الاندماج'' يقول. بالموازاة مع ذلك، فإن طرق انتقال فيروس السيدا غير محددة بدقة والملاحظ أن 70٪ من الأشخاص المصابين لا يحددون بدقة طرق انتقال الفيروس إليهم، والسبب يعود الى كون العديد منهم يخجلون من قول كيفية انتقال المرض عند ملئهم للاستمارة على مستوى مراكز التشخيص، ولهذا فإن الأرقام المقدمة من معهد باستور بهذا الخصوص غير مؤكدة مائة بالمائة لعدم تقبل العديد من المواطنين فكرة التقدم لمراكز الكشف المبكر وتخوفهم من النتائج. وأضاف أن انتقال الفيروس عن طريق الدم، يشكل نسبة قليلة جدا، لأن الدم يراقب باستمرار داخل المستشفيات، في حين تقدر نسبة الانتقال عبر العلاقات الجنسية 20٪ و 2٪ بالنسبة لانتقال الفيروس من الأم لرضيعها، وهي نسبة ضعيفة، ونفس الأمر بالنسبة للمخدرات التي تقدر ب 3٪. وتشكل الفئة العمرية بين 15 و49 سنة أعلى إصابة. وبالإضافة الى السيدا نوه الدكتور واحدي بضرورة توجه المواطنين الى مراكز الكشف من أجل التأكد من سلامتهم من فيروس التهاب الكبد الوبائي الذي بدأ هو الآخر ينتشر وسط فئات كبيرة من المواطنين، ناهيك عن أضراره الكبيرة التي يسببها للصحة العمومية. وتواصل الحملات التحسيسية نظمت وزارة الصحة والجمعيات التي تعنى بمكافحة مرض الايدز، حسب الدكتور واحدي، العديد من الحملات التحسيسية عبر مختلف ولايات الوطن للتعريف بكيفية انتقال الفيروس وطرق الوقاية والتكفل به، وأصبحت أسئلة المواطنين خاصة أكثر من العمومية مثل كيفية انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، وكيفية التعامل مع المريض الجريح، وغيرها من الاستفسارات، مشيرا إلى أن الأشخاص أصبحوا يتحدثون عن المرض دون خوف وخجل على غرار ما كان في السنوات الماضية. وقد عملت وزارة الصحة على تحمل مسؤولياتها في دعم هذه الآلية الوطنية. ودعا الدكتور واحدي الى ضرورة توحيد الرسائل تجاه المجتمع فيما يخص المرضى، وقال بأنه دون وجود آلية للتنسيق لا يمكن النجاح، لأن وضع أي خطة لمكافحة المرض تستوجب وجود هذه الآلية التي من شأنها إبراز النقائص. للتذكير فإن هناك جمعيات متخصصة في مجال مكافحة الايدز ومساعدة الأشخاص المصابين وحاملي الفيروس مثل جمعية الحياة وجمعية تضامن ايدز، أما الجمعيات المكافحة ضد مرض فقدان المناعة في باقي ولايات الوطن فتوجد جمعية بعنابه، وجمعية أخرى بوهران.