كذّب إقبال المواطنين الكبير على مكاتب الاقتراع يوم أمس مزاعم المشككين في نسبة مشاركة الجزائريين في الموعد الانتخابي ل ,2009 هؤلاء الذين طالما ادعوا عدم اهتمام الشارع الجزائري بالمواعيد السياسية، بحجة أن هذا الأخير لم يعد يؤمن بالفعل الانتخابي. غير أن تهافت الشعب بكل فئاته على مراكز التصويت أظهر عكس ذلك. بحيث بدا جليا أن الجزائري اليوم أكثر وعيا وتمسكا ب''الاستمرارية'' وضد القفز في المجهول. خرج الجزائريون بقوة يوم أمس للإدلاء بأصواتهم بمختلف مراكز الاقتراع منذ الساعات الأولى من الصباح، وكانت مستويات الإقبال على مراكز التصويت هي نفسها سواء في الأحياء الراقية أو الشعبية أو حتى في العشوائيات، وهو ما يعكس أن الانتخابات مفتوحة وليست ''لعبة مغلقة'' كما يروج البعض، وأنها تعطي للمواطن حرية تامة في الاختيار ما بين برامج ومترشحين ينتمون إلى تيارات سياسية وحزبية مختلفة، وهذا مؤشر على أن الانتخابات الرئاسية تستجيب للمقاييس الدولية بما فيها الشفافية والديموقراطية وأمام أنظار العالم وكاميرات الصحافة الدولية التي قدمت إلى الجزائر لرصد انتخابات التاسع أفريل.2009 كان حضور الجزائريين متنوعا ولم تتخلف أي فئة من فئات المجتمع عن أداء واجبها وهو ما يعكس حقا التواصل بين الأجيال ويفند ادعاءات القطيعة بين جيل الأمس واليوم أو بين السلطة والشعب. وعلى حد قول الكثير من المواطنين الذين لم يترددوا عن أداء الواجب الوطني بمراكز العاصمة أن الموعد الانتخابي لهذه السنة كان عرسا حقيقيا بفضل المشاركة الواسعة للناخبين الذين أقبلوا بكثافة على مكاتب الاقتراع في جو من الأمن والبهجة وهم يستذكرون ذات موعد في 95 و,99 حيث كان أداء هذا الحق محرما بسطوة السيف والبنادق، وكان الخوف يبقي الكثيرين في مثل هذه المواعيد الانتخابية قابعين في بيوتهم غير قادرين عن التعبير على أصواتهم ولا حتى عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم. ولعل من عاش مثل هذه المواعيد السابقة يدرك مدى نعمة الأمن والأمان الذي ترفل فيه جزائر اليوم. ويعيش هذا الموعد كعرس حقيقي لانتصار الديمقراطية في الجزائر. إن إقبال الجزائريين على الاقتراع بهذه الكثافة أمس لدليل على اقتناعها بأن الجزائر لا تبنى بسياسة ''الكرسي الشاغر'' ولا بالمقاطعة والعزوف، وإنما من خلال وضع حجر فوق حجر في مثل هذه الاستحقاقات السياسية. لقد خطت الجزائر خطوات عملاقة نحو الأمام وتخطت عتبة المجهول الذي حاولت بعض القوى زجها فيه، لأن الجزائريين الذين رأوا بالملموس كل ما تحقق من إنجازات واستتباب للأمن واسترجاع للمكانة الدولية في السنوات الماضية لا يمكن أن ينسوا أو يتجاهلوا كل ذلك ليستمعوا إلى خطابات سوداوية تحسن التحدث عن المشاكل وتفتقد للحلول. إن رسائل الأمل التي أطلقها الرئيس بوتفليقة من خلال تخصيص 150 مليار دولار لبرنامج الخماسي المقبل والتزامه بخلق 3 ملايين منصب شغل لفائدة الشباب البطال وتحسين القدرة الشرائية والمستوى المعيشي للجزائريين كانت بمثابة قوة دفع إضافية للجزائريين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بقوة يوم 09 أفريل.