كشفت الدكتورة زغلامي مديرة مؤسسة الصحة الجوارية القبة العناصر، في لقاء خاص جمعها ب ''الحوار'' على هامش تنظيم مؤسستها الأبواب المفتوحة الأولى حول داء السكري، أن المصلحة قد استقبلت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2009 حوالي 230 شخص مصاب بداء السكري للكشف العادي، من بينها 28 حالة جديدة جلها إصابات من النوع الثاني بمعدل 28 حالة، وحالتان للنوع الأول. وذكرت زغلامي بأن مرض السكري في الجزائر، قد أصبح مشكل صحة عمومية ويستدعي تكثيف المجهودات لمكافحته عن طريق التشخيص المبكر وخاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، من أولئك الذين لديهم ما يعرف علميا بالسوابق العائلية للمرض ومن أصحاب الوزن الزائد والبدينين مع انتشار ثقافة الأكل السريع في السنوات الأخيرة التي أصبحت تهدد صحة الأطفال والشاب، مسرّعة في إصابتهم بارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي مضاعفة تعقيدات السكري لدى المصابين به والموت المفاجئ. وأكدت الدكتورة في سياق حديثها عن بقاء التشخيص المبكر الوسيلة الوقائية الأولى من الإصابة بمرض السكري ومن تأزم حالة المريض، أن ثقافة التشخيص المبكر عن الأمراض عموما لا تزال مغيبة تماما عن المواطن الجزائري، مرجعة ذلك إلى اقتصار التحسيس والتوعية بالأمراض المزمنة خصوصا والخطيرة والمعدية عموما على الأيام الوطنية والعالمية فقط، مشيرة إلى أهمية تعميم مثل هذه الأيام التحسيسية عبر جميع أنحاء الوطن وخارج الفترات المذكورة، وكذا دور غرس ثقافة التغذية الصحية لدى الأطفال في سن مبكرة، ولعله السبب الأول الذي دفعنا إلى التفكير في تنظيم مثل هذه المبادرة الموجهة أساسا إلى الشريحة غير المصابة بالسكري لأن المصاب يستفيد دوريا من نصائح الأطباء لدى تقدمه للفحص، أما غير المصاب فيظن أنه بعيد عن المرض فيهمل المتابعة الصحية ما يخلق تراكمات قد تكون عواقبها وخيمة وتحديدا إذا ما كان أحد أفراد العائلة مصابا به مسبقا، وأضافت زغلامي، قمنا خلال اليوم التحسيسي حول الإصابة بداء السكري بفتح المجال أمام المواطنين غير المصابين لفحص معدل السكري في الدم وارتفاع ضغط الدم وطمأنتهم على حالتهم الصحية من خلال جناح مخبر نوفو نورديسك المساهم في المبادرة التي يمكن تقييمها بالناجحة نظرا للعدد الكبير للمواطنين الذين توافدوا على الجناح وبقية الأجنحة الأخرى وجناح التغذية، حيث عرض الأخصائي كريم مسوس طرق الأكل الصحي والحمية الخاصة بمرضى السكري وبعض المنتجات المتوفرة في السوق الوطنية الموجهة لهؤلاء المرضى كالسكر والعصائر والمشروبات الغازية والبسكويت وغيرها، وأضافت أن التخلي عن العادات الغذائية التقليدية ساهمت بشكل كبير في الرفع من نسب الإصابة بأمراض مزمنة أخرى، قالكسكسي مثلا يبقى الوجبة الكاملة والمتوازنة التي بدأت تفقد مكانتها لدى العائلات الجزائرية مع الغزو الثقافي الذي يهددها.