أفاد مصدر قضائي فرنسي الأسبوع الجاري، أن الاستخبارات الداخلية الفرنسية تجري تحقيقا للتأكد من معلومات حول قيام ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب العربي بتجنيد مقاتلين فرنسيين عبر الانترنت. وأضاف المصدر نفسه حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن هذا التحقيق يأتي بناء على معلومات قدمها القاضي الباريسي مارك تريفيديتش المكلف قضايا مكافحة الإرهاب، والذي يحقق في نشاط محتمل لخلايا افغانية مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية منذ أكتوبر .2008 وهناك ثلاثة أشخاص على الأقل يلاحقون في إطار الشق الفرنسي من هذا التحقيق الفرنسي البلجيكي، بينهم فرنسي من أصل تونسي يشتبه بمشاركته في إنشاء موقع إسلامي دعائي للقاعدة على الانترنت في بلجيكا يحمل اسم منبر، قامت السلطات البلجيكية بإغلاقه. وكان هذا الموقع يمجد تلك الجماعات ويقدم معلومات ترشد الراغبين بالقتال في أفغانستان أو الراغبين بتقديم التبرعات لنصرة ما يسمي ب''المجاهدين''، بحسب ما أفاد مصدر قضائي. وقال أحد المتهمين لقاضي التحقيق إن مسؤولا في التنظيمات الإرهابية في المغرب العربي سأله أن كان يعرف فرنسيا مستعدا للقيام بعملية انتحارية بحسب ما أفاد مصدر قريب من هذا الملف. ونقلت هذه المعلومة إلى الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية التي كانت أصلا تحقق في الاتصالات عبر الانترنت بين أنصار ما يسمى بالقاعدة قد تصل إلى تنفيذ اعتداءات في فرنسا أو الخارج. وكانت الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية تسلمت منذ مطلع العام 2008 التحقيق بناء على طلب من النيابة العامة الفرنسية اثر معلومات حول احتمال تعرض فرنسا لاعتداء إرهابي. وتشير التقارير الأمنية الفرنسية والإسبانية أن الخلايا الكامنة للاسلاميين المتطرفين في فرنسا واسبانيا وكذلك في الدول التي تساعد الأوضاع فيها على تواجد المنظمات المتنوعة فان هذه الخلايا تعد ممولا فعالا باتجاه تصعيد العمليات الإرهابية. وقد اتخذت الخلايا الممولة للتنظيم الإرهابي عدة تمويهات وذلك بإنشاء شركات أو وكالات وهمية ، ويتجلى هذا التمويل لمنطقة الإرهابيين في الضفة الجنوبية للمتوسط بشكل واضح. فقد صرح عدة مسؤولين فرنسيين سابقا حسب ما تناقلته وسائل إعلام فرنسية أن فرنسا واسبانيا تمثلان مصدرا تمويل الإرهابيين التابعين للتنظيمات الإرهابية في منطقة المغرب العربي من خلال خلايا نائمة للتمويل في البلدين، ويتجلى ذلك من خلال فريق من القضاة والمحققين يعمل منذ أكتوبر 2006 على كشف شبكة معقّدة تم تركيزها في فرنسا واسبانيا وتتولى تمويل إرهابيين يتحركون في المغرب العربي. وأظهرت تقارير لأجهزة مكافحة التجسس الاسبانية والاستخبارات العامة الفرنسية أن فرنسا واسبانيا تمثلان هدفين يحظيان بأولوية لدى الإرهابيين في أوروبا بحسب الصحيفة.