أعلنت وزارة الخارجية الكورية الشمالية أنها ستردّ على أية عقوبات جديدة قد يفرضها مجلس الأمن الدولي عليها بمزيد من ''الدفاع عن النفس''، واصفة الدول الدائمة العضوية في المجلس بأنها ''منافقة". وجاء في بيان للخارجية في بيونغ يانغ أنه ''إذا ما أقدم مجلس الأمن الدولي على مزيد من الاستفزازات، فإن آلية الدفاع عن أنفسنا ستكون حتمية''. ووصف البيان الدول الخمس الدائمة العضوية، أي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، بأنها ''منافقة'' لانتقادها التجارب الصاروخية والنووية لبيونغ يانغ، لأن تجربتها حملت الرقم 2054 في العالم، وقد قامت هذه الدول بالذات ب99.99 بالمئة منها. واعتبرت كوريا الشمالية تجربتها النووية إجراء للدفاع عن النفس رداً على توبيخ مجلس الأمن لها على عمليتها السابقة في 5 أفريل الماضي، ودعوته إلى تشديد العقوبات عليها. وشدّدت على أن من حقها اختبار إطلاق الصواريخ والأسلحة النووية لأنها ليست ملزمة بأية أنظمة دولية تحظر تلك الأنشطة، كمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ونظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ. وجاء في بيان الخارجية ''أن العالم سيرى قريبا كيف تقف قواتنا المسلحة وشعبنا ضد استبداد مجلس الأمن الدولي حتى النهاية لحماية كرامتها وصون سيادتها''.وكانت كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً قصير المدى من ساحلها الشرقي، للمرة الثالثة في أسبوع، يشار إلى أن التوتر ارتفع بين شطري شبه الجزيرة الكورية، بعدما أعلنت كوريا الشمالية الاثنين الماضي أنها أجرت تجربتها النووية الثانية بنجاح، في إطار مساعيها لتعزيز قدراتها النووية للدفاع الذاتي.وأطلقت كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية، ثلاثة صواريخ قصيرة المدى في ساحلها الشرقي الاثنين والثلاثاء الماضيين، ويرجّح أن يهدف ذلك إلى تهديد طائرات التجسّس الأميركية التي تراقب المنطقة.كما أجرت بيونغ يانغ عملية إطلاق قمر صناعي في 4 أفريل الماضي، تشتبه سيول وواشنطن بأن يكون صاروخاً باليستياً قادراً على بلوغ السواحل الغربية للولايات المتحدة. من جهة أخرى قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إن ''الولاياتالمتحدة لن تقبل'' بوجود كوريا شمالية مسلحة نوويا، وحذَّر من اندلاع سباق تسلح نووي بين دول القارة الآسيوية، الأمر الذي ''سيكون له عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي''. ففي كلمة له أثناء اجتماعه مع نظرائه الآسيويين في سنغافورة، قال غيتس: ''إن الولاياتالمتحدة لن تقف مكتوفة اليدين بينما تواصل كوريا الشمالية بناء قدرتها على أن تعيث خرابا بأي هدف تريده.'' وأضاف غيتس إن الخطوة المقبلة التي ستتبعها بلاده تجاه بيونغ يانغ ستكون سياسية وستتمثل في التشاور مع القوى الإقليمية. لكنه أشار إلى أن واشنطن لا ترى في كوريا الشمالية تهديدا عسكريا مباشرا في الوقت الراهن، وأضاف الوزير الأمريكي قائلا إن هناك ثمة حاجة لفرض عقوبات ''مؤلمة بحق'' كل من كوريا الشمالية وإيران.