أطلق نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تصريحات شكلت قنابل موقوتة لأنها جاءت على لسان مسؤول كبير في البيت الأبيض، مفادها إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتفعل ما تريده عسكريا ضد إيران، صاحب مشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دول كردية وشيعية وسنية، ذهب بعيدا هذه المرة عندما أطلق تصريحات قد تكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة وقد تفتح أبواب جهنم على مصراعيها ... توقيت تصريحات بايدن لم يكن اعتباطيا، بل جاء متزامنا مع أزمة داخلية لا نظير لها تعيشها الجمهورية الإسلامية، مما قد يساهم في تأجيج الصراع داخليا ويساهم أيضا في تمرير مخططات إسرائيل العدوانية.. إن الولاياتالمتحدة التي طالما رددت على مسامعنا التزامها الأول والمطلق بأمن إسرائيل، يجب عليها ألا تغفل هذه المرة مسؤوليتها والتزاماتها الدولية وأهمها حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة وإسكات طبول الحرب التي يدقها الإسرائيليون، وأن تكبح جماح الدولة العبرية التي تريد أن يكون لها اليد الطولى في أنحاء المنطقة ... ولأن الحرب خديعة في نهاية الأمر، فبالتأكيد، تخوض الولاياتالمتحدة بالفعل حربا نفسية ضد إيران، لأن التلويح بجدية إمكانية الرد عسكريا كأحد خيارات التعامل مع إيران، يمثل أحد الضغوط، وفي هذا الإطار نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية شهر ماي الماضي تقريرا أعده مركز الدراسات الإستراتيجية في واشنطن يتضمن سيناريو مفصلا للهجوم الإسرائيلي المتوقع على إيران، وهو ينطوي على تأكيد مفاده أن هذا الهجوم لن يتأخر عن نهاية العام الحالي 2009 .. و تضمن التقرير، أدق التفاصيل عن آخر سيناريو إسرائيلي لضرب إيران وتناول خيارات إسرائيل وقدراتها العسكرية كافة، إضافة إلى قدرات إيران العسكرية والنووية وكذلك مخزون الجانبين من الصواريخ واحتمالات الهجوم الإسرائيلي وردود الفعل الإيراني المتوقعة... وتماما كما يفعل مخرجو أفلام الإثارة والتهويل ''الأكشن''، أوضح التقرير أن العملية لن تكون عرسا بل إن آلاف البشر في الخليج سيلقون حتفهم بسبب الإشعاعات التي ستنطلق من ركام موقع بوشهر، إضافة إلى تفشي مرض السرطان بين من يبقى على قيد الحياة... ما قاله نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يمكن إدراجه في خانة سيناريو الضغوط، والذي يهدف إلى تطويع الجمهورية الإسلامية على طريقة ''تهويل الأكشن'' ، ذلك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ، مازالت لحد الساعة تحاول احتواء إيران، دون الحاجة لمهاجمتها وثنيها عن طموحاتها النووية لأن كل التقارير الدولية لا تزال تؤكد أن برنامج النووي الإيراني الإيراني في طوره البدائي وخطواته الأولى، لكن هذا لا ينفي انه في حال تجاوز ذلك البرنامج النووي العسكري الخطوط الحمراء، وتزامنها مع تهديد كينونة الربيبة الصهيونية، وتهديد دول النفوذ المحيطة فان ضربة وهجوم مباغت سوف يكون اقرب مما يتصوره البعض، وان كان هناك فعلا تخطيط حقيقي لتلك المباغتة، لذا فان عملية محدودة ومركزة ضد إيران ليست مستبعدة على الإطلاق هذا الصيف ، وسيكون لها تداعيات خطيرة قد تجعل منطقة الشرق الأوسط تقبع على برميل من البارود ..