تحتضن الجزائر وعلى مدار خمسة عشرة يوما فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الإفريقي ولكن هذه المرة في غياب أم إفريقيا «مريام ماكيبا» المرأة الأسطورة وصاحبة أقوى صوت إفريقي مناهض لنظام الفصل العنصري التي دفعت أكثر من ثلاثين عاما ثمنا لالتزامها. حيث طردت المرأة التي غنت الحقيقة من بلدها ولم تعد إليها إلا بعد 30 عاما اثر الإفراج عن نلسون مانديلا الذي قال إثر إعلان وفاتها إنها كانت السيدة الأولى للغناء في جنوب إفريقيا وتستحق لقب أم إفريقيا. أم إفريقيا التي غنت سنة 1969 من أرض الجزائر ''أنا حرة في الجزائر'' حملت أغانيها المنفى والبعد الذي شعرت به طوال 31 عاما. ماكيبا التي توفيت عن عمر يناهز ال76 عاما إثر إصابتها بنوبة قلبية خلال حفل موسيقي في ايطاليا. كانت نجمة الهمت جنوب إفريقيا خلال وبعد نضالها من أجل إنهاء الفصل العنصري كانت مصدر وحي وأمل لضحايا القمع في جنوب إفريقيا الذين وجهت إليهم صوتها وفناها بعد إبعادها 30 عاما عن بلدها بسبب آرائها السياسية. ماكيبا ..30 عاما من المنفى ولدت ميريام ماكيبا في الرابع من مارس 1932 في جوهانسبورغ لابوين من عرقين مختلفين اسمياها زينزي الذي يعني بلغة الزولو ''لا تلومي غير نفسك''. وبدأت الغناء في وقت مبكر وفي العشرين من العمر التحقت بفريق مانهاتن براذرز الذي اطلق عليها اسم ميريام ثم بفرقة سكايلاركس التي لم تكن تضم سوى نساء. وبينما كانت تقوم بجولة في ,1959 أبلغت في مهرجان البندقية أنها غير مرغوب فيها في جنوب افريقيا لمشاركتها في فيلم وثائقي عن نظام الفصل العنصري بعنوان ''عودي الينا يا افريقيا''، فلجأت إلى لندن ثم توجهت إلى الولاياتالمتحدة، حيث اكتسبت شهرة بعد أغنيتها ''باتا باتا'' التي كتبتها عام .1956 ومنذ ذلك الحين أطلقت أغاني تمزج بين البلوز والجاز نالت شهرة واسعة من بينها ''ذي كليك سونغ'' و''مالايكا'' وأصدرت حوالى ثلاثين اسطوانة. وقد أمضت 31 عاما في المنفى، وهو ثمن معركتها ضد النظام العنصري في جنوب افريقيا الذي ادانته حتى أمام الأممالمتحدة في ,1961 مما دفع نظام بريتوريا الى تجريدها من جنسيتها ومنع أغانيها في جنوب افريقيا. مانديلا يعيد أم الأفارقة إلى أرض الوطن وعادت إلى أرضها سنة 1990 بعدما اقنعها بذلك مانديلا، وذلك قبل أربعة أعوام من انتهاء نظام الفصل العنصري، وعادت أم افريقيا إلى وطنها بجواز سفر فرنسي كان واحدا من عدة جوازات منحتها لها دول أخرى، ختم بتأشيرة مدتها ستة أيام. واحتفل صوت ميريام ماكيبا بكل الاستقلاليات في القارة السوداء ما اكسبها لقب ''أم أفريقيا''. وفي 1966 منحت ميريام ماكيبيا جائزة غرامي عن إحدى مجموعاتها الغنائية. وظلت ماكبيا تصول وتجول وتصدح في كل العالم إلى أن عادت عام 1992 إلى جنوب إفريقيا لتقيم في الضاحية الشمالية لجوهانسبورج، حيث يحييها الناس يوميا بسؤال ''كيف حالك أيتها الأم؟''.. وفي ,2005 قامت ماكيبا بجولتها الأخيرة في العالم وقالت حينها ''يجب أن أذهب إلى العالم لأشكره وأودعه.... وأريد أن ينثر رمادي في المحيط الهندي لأتمكن من الإبحار مجددا إلى كل هذه الدول.