رغم أن المسرح التشادي في بداياته الاولى الا انه يسعى جاهدا الى التطور والبحث عن اسس قوية تدفع عجلة المسرح نحو الامام، بتشجيع مختصين في مجال الفن الرابع على رأسهم مدير المسرح الوطني عبد الله عبد الكريم الذي يحدثنا في هذا الحوار عن وضعية المسرح التشادي وعن موقف الدولة التشادية إزاء الفن وامور اخرى تكتشفونها في ثنايا هذا الحديث. هل هي اول زيارة لك إلى الجزائر؟ - نعم اول مرة ازور الجزائر. في الحقيقة افتخر بهذا البلد الذي استطاع تنظيم مثل هذه المهرجانات في مستواها العالي، فهو يعكس ثقافة الشريحة الحاكمة ومدى قبول الشعب الجزائري لمثل هذه المهرجانات وهو شرف لنا نحن الافارقة ان نشارك في هكذا تظاهرات. والجزائر رائدة في كل شيء بدءا بمساندة قضايا التحرر الافريقية. ولقد قدمت الجزائر في سبيل استقلالها مليون ونصف مليون شهيد وساندت العديد من الدول، وكثير من الاطارات التشادية المعروفة الآن والمميزة درست في هذا البلد. الجزائر قدمت الكثير ولا زالت تقدم الكثير. ما هو واقع المسرح في دولة التشاد؟ - الحقيقة ان المسرح في دولة التشاد لازال بدائيا جدا بدءا من المؤطرين حيث لا يوجد هناك مؤطرون أكفاء في هذا المجال والذين درسوا المسرح يعدون على الاصابع. واهتمام الناس بهذا المسرح لا يرضي طموحنا. والساسة في التشاد لا يولون اهتماما لهذا الفن ربما لسوء فهم منهم لهذا الفن او انه ليس ضمن اولوياتهم، ولذلك نحن الان نكافح قدر الامكان لكي نوصل رسالتنا للقائمين على الثقافة في البلاد بأهمية المسرح في تنمية الثقافة المحلية وتطويرها، ونلفت انتباههم إلى ان المسرح يمكن ان يكون اداة فعالة لتحقيق التنمية وكذا العمود الفقري في صنع الهوية الثقافية، ويمكنه ان يرجع للشعب ثقته بنفسه وان يكون جسرا للتواصل مع شعوب افريقيا. ما الذي يمكن ان تضيفه مشاركتكم كمسرحيين في هذا المهرجان؟ - الاضافة التي سيقدمها هذا الحدث الافريقي اننا نستطيع من خلاله ان نقف عند العمل المسرحي بشكله العلمي وان نتلمس النوايا الصادقة للقائمين على المسرح في البلاد وان نستنبط من ذلك الفوائد التي يمكن ان نجنيها من مثل هذه المهرجانات، كما انه يوضح لنا مواطن الضعف والقوة وما هي مسؤوليتنا تجاه العمل المسرحي ويكون درسا قويا للموسؤولين الذين شاركوا في معية الوفد التشادي وأرجو ان يكون حافزا ومحفزا للمسرح التشادي. ما هي القضايا التي تعتبر من اولويات عبد الكريم على خشبة المسرح؟ - لكل بلد اولوياته في الاطار الرسمي والشعبي فإذا تحدثت بلسان المواطن التشادي أعتقد ان قضيتنا تكمن في اننا نحتاج الى العدالة الاجتماعية باوسع ابوابها، كما ان الوحدة الوطنية تشغل بالنا. المسرح كاليد الواحدة هناك تكامل بين الأمور السياسية لكن المسرح يمكن ان يلعب دورا رائدا في عملية الوحدة الافريقية ثقافيا واجتماعيا. ومتى برأيك يستطيع المسرح الافريقي ان يصل للعالمية؟ - المسرح الافريقي بطبعه عالمي لان كثيرا من الاداب الاوروبة تقتبس من افريقيا فليس غريبا ان ينتجون في اوروبا اكثر من افريقيا. من قال ان المسرح لافريقي ليس عالميا فهذه شائبة. وماذا عن الوضع السياسي في دولة التشاد؟ - هناك محاولة من حكام البلاد لالتئام الجرح التشادي بكل الطرق والوسائل لعودة أبناء الوطن الذين خرجوا عن النظام وان تكون السلطة مشاركة بين ابناء الوطن كما ان هناك تنمية ملحوظة في البلاد.