درس الدراما والسينما بالسودان، أجرى تربصات بالتلفزيون السوداني في العديد من برامجه التلفزيونية، أشهرها برنامج " من ساحات الغد" الذي يقدمه الدكتور "فضل الله أحمد عبد الله" والذي كان ينقل من خط النار من الجنوب، كما ساهم في تأسيس إذاعة البيان التشادية، يشغل حاليا منصب مدير المسرح الوطني التشادي. "الأمة العربية" التقتة بالجزائر أمام المسرح الوطني فكان لها هذا الحوار: باعتبارك واحد من أعمدة المسرح الإفريقي ما تحليلك للفجوة الحاصلة بين المسرح وجمهوره؟ = في كل وقت ستجد مواضيع ومشاكل اقتصادية وسياسية وثفاقية، وهناك طموحات وآمال للشعوب، وحينما لا تستجيب الأداة لرغبات الناس وطموحاتهم وحينما تكون الأداة غير مرغوب فيها والمسرح هو أداة من الأدوات التنمية على الأقل والمسرح في حد ذاته ليس شيئا مستحدثا ولكنه ضمن الآداب، شأنه كشأن الشعر والموسيقى والنثر وبقية الآداب الإنسانية التي توظف لخدمة الإنسان، تخاطب وجدانه وعقله ومشاعره، وحينما يكون المسرح بعيدا عن قضايا مجتمعه وعن مشاكل أهله وذويه بعيدا عن طموحات المجتمع وآماله وطموحاته، فإن ذلك يسبب فجوة ربما شاذة أحيانا ينبذ أهل المسرح لأن سلوكياتهم لا تنطبق ومجتمعهم، فذلك طالما أن المسرحي أو الفنان بوجه عام لا يكون متناغما مع مجتمعه فإن كل ما يقدمه سيكون منظورا فيه، ولذلك إذا كان المجتمع يحتاج إلى شيء فلا بد أن الأداة لا تكون مناسبة، وإذا كانت الأداة غير مناسبة فإن الرسالة لن تصل إلى من وجهت له. هل يمكن أن تعطي للقراء مفهوما للمسرح الإفريقي؟ = المسرح الإفريقي إذا افترضنا أنه يعتمد على النظرية "الآرسطية" فإنه ليس ببعيد عن المسرح الأوروبي الذي له قضاياه ومشاكله، وفي كل بلد إفريقي هناك مشاكل مزمنة ولذلك فإن المسرح الإفريقي ربما فيه تلك النكهة التي تميزه عن المسرح الأوروبي باعتبار أن مشكل الممارسة المسرحية فيه شيء من الفطرية والآداب الإفريقية والعادات والتقاليد، ولاسيما أن بعض البلدان الإفريقية تعتمد التراث أساسها، إنها توظف كثيرا من التراث مثلما شاهدناه في مهرجان الجزائر والبعض منهم قد وظفوا التراث الإفريقي كالرقصات والأشياء التعبيرية الأخرى، هناك شيء من القصص الإفريقية الموجودة في ذلك المسرح الأفريقي، ربما يمتاز بشكل الفرجة وتناول المواضيع والأساطير الأخرى وتوظيف بعض الممارسات الثقافية الإنسانية الإفريقية في المسرح الإفريقي. هل هناك نظرية معينة يعتمدها المسرح الأفريقي؟ = نحن كإفريقين ما استطعنا أن نتخلص أو أن نأتي بجديد في المسرح الإفريقي، كما ذكرت سالفا نعتمد النظرية "الآرسطية" في مسارحنا عامة، ولذلك الشيء الذي استجد في المسرح الإفريقي هو أن الإخوة الأفارقة بدأوا ينظرون إلى أن المسرح الأرسطي هل هو الأداة المثلى لأن تكون وتوظف فيه ممارسات الفرجة التي نجدها هنا أو هناك، وكما دار في النقاش في الملتقى العلمي الذي صاحب المهرجان بأن الإخوة قد تحدثوا عن الجذور الثقافية للمسرح الإفريقي، لكن ينبغي على الإخوة في أفريقيا أن يفكروا جادين في أن ينظروا لمسرحنا وأن يأتوا بنظريات تناسب مجتمعنا أو تناسب الإنسانية في مشكل الممارسة المسرحية. المسرح الإفريقي اتخذ التجريب في البحث عن خصوصيته، ما تعليقك على هاته النقطة؟ = طبعا ذلك يختلف من بلد لآخر ومن مخرج إلى آخر لأن المسرح الإفريقي إذا جاز أن نقول الفرجة الإفريقية عادة ماهي وكأنها تكرار النظرية "البرشتية"، وهاته النظرية ماهي إلا تعبير عن الممارسة الإنسانية الشعبية الأخرى للأدب ولذلك التجريب في المسرح الإفريقي، ربما يختلف من بلد لآخر نسبة الوعي والمفاهيم الجديدة والرسالة التي يحتاج الناس إلهيا، ربما ذلك نجده في بوركينا فاسو في غرب إفريفيا بوجه عام، أما نحن في وسط إفريقيا، ربما حتى الآن التجريب ما اعتبرناه كأساس للعملية المسرحية، إذ أننا في مراحلة ربما لانحتاج لأن للتجريب يحتاج إلى وعي شعبي مرتفع قليلا، حتى يفهم نص الرسالة التي يوجهها له المسرح ويتناغم معها، ولذلك التجريب ربما تجده في شرق إفريقيا وغربها، أما في وسط إفريقيا فلا نعتمد التجريب كثيراً. هل يمكن أن تعطي للقراء نظرة بسيطة عن المسرح التشادي؟ = المسرح التشادي كما قلت مع بعض الإخوة ليس ببعيد عن المسرح الإفريقي، نعتمد التراث ونعالج قضاياه الاجتماعية والسياسية الثقافية بالشكل الذي نراه مناسبا للجهة التي نذهب إليها، يعني مثلا في العاصمة ودوائرها المختلفة ربما نعالج الموضوع بشكل ربما يختلف للموضوع عند إرادتنا الذهاب به إلى الأقاليم، نحن حتى الآن اعتمدنا المسرح المدرسي والمسرح التعبيري كأساس لعملنا المسرحي في تشاد عامة وكذلك نغوص في جذور التراب التشادي في الأساطير التشادية وكذلك نحاول أن ننشر المسرح التشادي عبر كل المدارس التشادية المختلفة في الابتدائي والإعدادي والثانوي، كذلك حتى الجامعة وحتى نساعد في عملية التنمية التي تشهدها التشاد. ما التحديات التي واجهتكم أثناء تأسيس الإذاعة التشادية؟ = التحديات في التشاد عامة عندما أنشأنا إذاعة البيان كانت في أن هناك وسائل إعلامية ومواد إعلامية كثيرة جدا تضخم للمجتمع وأن يكون لنا موقع وأن يكون لنا جمهور، هذا يتطلب منا جهداً فكريا كبيرا ويحتاج منا إعداد برامج تتناسب ورغبات الجماهير ولذلك فكرنا أولا في اختيارنا، من سيؤدون العمل داخل الإذاعة نفسها لأننا احتجنا لأناس وصحفيين بميزات معينة، درجة وعيهم وإحساسهم وتفكيرهم يكون بنسب محددة، وفي لغتهم تميز كبير، كذلك قمنا بتدريب هؤلاء الإخوة لفترات متباينة، ومن ثم أعددنا برامج مختلفة بحلقات مختلفة ثم وظفنا بعضا من المستمعين لأن تكون هناك استبيانات، وأن تكون هناك متابعة دقيقة لكل البرامج المعدة على الهواء مباشرة أو المسجلة، فكان التحدي، هناك إذاعات محلية وطنية وهناك قنوات تلفزيونية والفضاء كله مفتوح ومواد إعلامية كبيرة جدا تضخ، كيف بنا أن يكون لنا موقع، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى قد نلنا موقعا حتى نلنا جائزة بلندن "التاج الذهبي". وعلى أي أساس تم اختياركم؟ = هناك منظمات موجودة هي أيضا تتابع البرامج الإذاعية المختلفة تقدم تقارير للمنظمة التي تمنح هاته الجوائز ورشحتنا، وبعد التقييم أعطونا هذه الجائزة وأخذناها بفضل من الله سبحانه وتعالى وفتحنا 15 إذاعة محلية، ولأول مرة إذاعة تبث على موجة FM تنال هاته الجائزة وبفضل الله قد نلنا هاته الجائزة. علاقتكم بشيخ الطريقة التيجانية بالتشاد؟ = أنا شخصيا ليست لديّ أي علاقة بالتيجانية ولا بأنصار السنة ولكني أحاول أن أكون ملتزما في ديني وأقدم ما استطعت في تربية أبنائي، يعني يكونون ضمن الشباب المسلم الناشئ الذي يفهم دينه ويسعى أن يكون الدين لله تعالى.