كشفت صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية أن مسؤولين أمريكيين أطلعوا إسرائيل على أفكار الإدارة الأمريكية لتكثيف العقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي في حال رفضت عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحوار. ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيمس جونز، قوله: ''إن الوقت المتاح أمام إيران للرد على مبادرة أوباما لإجراء حوار، ينتهي مع انعقاد جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر''. ، وأشارت الصحيفة إلى أن جونز عرض على الإسرائيليين العقوبات الجديدة التي تقترحها الولاياتالمتحدة إذا رفضت إيران ذلك، وأن العقوبات الجديدة تطال الطاقة الإيرانية، بهدف تقليص تصدير النفط المكرر إلى إيران على نحو ملموس، وخصوصاً في ظل القدرات المحدودة لإيران في مجال تكرير النفط". وبحسب الطاقم الأمريكي، فإن واشنطن معنية بفرض عقوبات أخرى مالية على إيران، مثل منع ''تأمين الصفقات'' بهدف تحديد حجم تجارتها مع دول أخرى، بالإضافة إلى فرض عقوبات على كل شركة تتعامل مع إيران، وممارسة ضغوط على دول مختلفة، وخصوصاً في آسيا، لردعها عن الدخول في ''الفراغ التجاري'' الذي قد ينشأ في إيران مع فرض العقوبات. ويضيف الأمريكيون أنهم سيدرسون في مرحلة تالية فرض عقوبات شديدة إضافية، مثل منع رسوّ السفن الإيرانية في الموانئ الغربية، يليه منع هبوط الطائرات الإيرانية في المطارات الغربية. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قد نقل إلى إسرائيل مطلع الأسبوع الحالي المعلومات نفسها، عن العقوبات الأمريكية المقترحة والموعد المحدد لإيران للرد. ونقلت ''هآرتس'' عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: إن الطلب الأمريكي إلى إسرائيل هو ''البقاء وراء الكواليس'' على الساحة العالمية وعدم تسخين الأجواء ووقف ''العربدة'' الإعلامية في الموضوع الإيراني، وإعطاء فرصة للدبلوماسية فقط، إلى حين انتهاء المجتمع الدولي من تقويم الحالة الإيرانية في نهاية سبتمبر. وذكرت الصحيفة أن جونز والطاقم الأمريكي عرضا الأفكار التي تبلورها الإدارة في هذه الأيام مع كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا. ويُجري الأمريكيون حواراً في هذا الموضوع مع روسيا التي تظهر تحفظاً في هذه المرحلة من فرض عقوبات إضافية. وأوضح جونز أن أوباما سيزور الصين قريباً في محاولة لتجنيدها لهذا الهدف رغم تحفظات الأخيرة من مسألة فرض العقوبات، وخصوصاً أن لديها مصالح اقتصادية كثيرة مع إيران. ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى الرسائل الأمريكية في هذا المجال هي أنه في حال معارضة روسيا والصين، ستعمل الولاياتالمتحدة مع الاتحاد الاوروبي لفرض ''عقوبات مستقلة'' على إيران من خارج إطار الأممالمتحدة.ونقلت ''هآرتس'' عن مصادر إسرائيلية قولها: إن إدارة أوباما لا تزال تعارض شنّ هجوم إسرائيلي في الفترة القريبة على إيران، وأن الوعود التي تنثرها الولاياتالمتحدة بالنسبة إلى ''مظلة الحماية'' التي ستزودها لإسرائيل لا تزال لا ترضي حكومة نتنياهو. ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن التصريحات الإسرائيلية عن أن كل الخيارات، بما فيها الهجوم العسكري، تبقى على الطاولة، تخدم الأمريكيين بالذات، فهي تسمح لأوباما بأن يلوّح بالعصا الإسرائيلية في وسيلة لدفع الإيرانيين نحو الحوار، بل وربما التنازلات.