أكد سفير الصين الشعبية لدى الجزائر ليو يو خه في تصريح ل ''الحوار'' أن لبلاده ثقة كبيرة في عودة الاستقرار إلى الجزائر، كاشفا أن حجم الاستثمارات الصينية بالجزائر قد تجاوز ال 850 مليون دولار أمريكي، مشيرا أن هذه الأرقام ما تزال غير مدققة للسداسي الأول من العام ,2009 من جهة أخرى شدد المتحدث على نوعية وتطابق وجهات النظر بين البلدين في أغلب القضايا، كما نوه بالمجهودات التي يقوم بها كل من الجيشين الجزائري والصيني في مختلف مناحي الحياة كالمساعدة في التخفيف من الأضرار الطبيعية كالزلازل والفيضانات . وكان السفير الصيني بالجزائر ليو يو خه قد أدلى بهذه التصريحات ل ''الحوار'' في نهاية الأسبوع الماضي على هامش حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة الصينية بالجزائر، احتفالا بالعيد ال 82 للجيش الصيني، والذي حضره ممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد في بلادنا، إضافة إلى إطارات عسكرية جزائرية، حيث نوه بمتانة العلاقات الجزائرية- الصينية على كافة الأصعدة لاسيما السياسية والاقتصادية المستندة إلى قاعدة ربحية-ربحية، مستدلا بالمكانة التي تتواجد فيها المؤسسات التجارية والصناعية الصينية في الجزائر التي أكد أنها تساير الإصلاحات الاقتصادية بشكل مماثل لما يحدث في الصين. وفي هذا الإطار أكد المتحدث أن الرؤساء في كل من الجزائر والصين يريدون توثيق هذه العلاقات أكثر فأكثر، لاسيما مع ما يشهده البلدان من تكاثر وتعاظم ورش البناء، مبرزا الرغبة في دعم وتشجيع كافة الأطراف لاسيما الحكومة الجزائرية التي قال إنها أبدت الكثير من النية في هذا المضمار، كما وقف حيال تداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثيراتها على اقتصاد البلدين، مشيرا أن الجزائر قد خطت الأزمة بقليل من التأثيرات. وأضاف السفير ليو يو خه أن الجزائر بدأت منذ مدة الاندماج في خطة كبرى لإنجاز منشآت كبرى في مجال البنية التحتية، كالجسور والطرق السريعة، مبرزا أهمية الطريق السيار شرق-غرب الذي عادت أغلب أجزائه للمؤسسات الصينية، وقال في هذا الإطار إنه '' إذا كانت المقولة في السابق تفرض لكي نصبح أغنياء فعلينا بناء الطرق فان عالم اليوم يفرض بناء الطرق السريعة للوصول إلى ذلك" . وعودة إلى أجواء احتفالات الصين الشعبية بجيشها في ذكراه ال 82 والذي يعد واحد من أبرز 5 جيوش في العالم من حيث التشكيلات العسكرية والقوة النووية، عاد بنا السفير الصيني إلى العلاقات التاريخية التي تجمع جيش التحرير الوطني الذراع العسكري لجبهة التحرير الجزائرية وبيان الجيش الصيني وقائده وصديق الجزائر الراحل ماو تسي تونغ، مذكرا ببطولات العناصر التي زارت الصين الشعبية في تلك الحقبة إضافة إلى قتال المجاهدين بأسلحة من صنع صيني . وتابع بالقول في هذا الجانب ''لقد كافحنا سوية من أجل الذود عن السيادة وفرض السلام والتنمية''، موضحا أن للجيوش دور مهم في السلام كما في الحرب، بل أكثر أهمية أحيانا لاسيما في المساعدة الإنسانية أثناء الكوارث الطبيعية كالزلازل التي ضربت الجزائر في 1980 و2003 وفيضانات باب الوادي، مشبها علاقات الشعب بالجيش كعلاقة السمك بالماء، مضيفا له دوره في حفظ السلام في مناطق النزاعات . وأنهى المتحدث بالقول إن هناك رغبة جامحة من أجل ترجمة قوة العلاقات السياسية والصداقة بين الشعبين إلى مشاريع ملموسة أكثر في المستقبل المنظور.