يواجه سكان وفلاحو دوار لكنيف شمال عاصمة الولاية خنشلة بنحو 15 كلم عن بلدية بغاي أزمة حادة في المياه وكارثة حقيقية مطلع الحصاد وجمع الثمار التي تنتشر على سهول وتلال وسفوح الجبال في المنطقة بمئات الهكتارات فضلا عن الخطر المحدق بعشرات القطعان من الماشية أمام ندرة المياه وجفاف المنابع وانعدام الآبار وبعد المياه الجوفية وقلة الأمطار. السكان في هذا الدوار الفلاحي الرعوي الأثري التفوا حول '' الحوار '' في جولة استطلاعية لها بالمنطقة وأحصوا جملة من الانشغالات والمشاكل والنقائص، وحملونا أمانة رفع نداءات استغاثتهم إلى المسؤولين في بلدية بغاي والسلطات الفلاحية والولائية المعنية بخنشلة لإنقاذهم وإنقاذ ما يملكون من المواشي والمزارع المهددة بالاندثار وأهم المشاكل توقف إمدادهم بالمياه الكافية عبر الخزان الوحيد الذي يمول من البئر الارتوازية بمنطقة الظهرة منذ سنتين إلى اليوم بسبب تحطم خط الأنابيب وتهاون السلطات المعنية في إصلاح الخلل إلى جانب رفضها حفر آبار ارتوازية جديدة، خاصة عند منبع عين المتنان التي يقول السكان إنها تقع فوق واد من المياه يكفي لتزويد آلاف الهكتارات من المزارع إلى غاية بلدية متوسة على بعد 12 كلم، وقد تساءل هؤلاء المواطنون عن عدم تزويدهم بعمليات دعم أكثر من مرة بآلاف الأشجار المثمرة دون استفادتهم من مشاريع حفر آبار ارتوازية لسقيها، حيث أكدوا أن المنطقة بأسرها أنجز فيها ثلاثة أحواض للمياه في إطار الدعم الفلاحي، وكانت تمتلئ في السابق، أما اليوم فل تمتلئ إلا بعد عشرة أيام مما يتسبب في جفاف مئات الأشجار المثمرة، أما مربو المواشي فيؤكدون أنهم يضطرون إلى قطع مسافة تزيد عن 6 كلم للوصول إلى أماكن لسقيها، وأمام هذا الجفاف الذي حل بالمنطقة التي أصبحت شبه مهجورة من المواطنين، حيث لم يعد فيها من مرافق للحياة ما يشجعهم على البقاء، كما اشتكى أيضا السكان من الخطر الذي تشكله المحجرات المجاورة على الجبال المحيطة، حيث تستعمل فيها متفجرات شديدة المفعول والتي سببت حسبهم ارتجاجات داخل طبقات الأرض على طول المنطقة، ما أنجر عنه انحسار المياه الجوفية إلى أبعد من 100 متر وجفت معه منابع سطحية كثيرة، لذلك فإنهم يناشدون جميع السلطات المحلية والولائية والمركزية التدخل لمساعدتهم وإعادة الحياة إلى هذه المناطق الفلاحية والأثرية الهامة بتوفير ما يضمن الإنتاج الفلاحي الوفير والحياة الكريمة ليعود المهاجرون والنازحون إلى أراضيهم ومزارعهم المهجورة.