احتضنت بلدية بني يني التي تبعد عن مقر عاصمة الولاية تيزي وزو بحوالي 50 كلم فعاليات العيد الوطني للفضة في طبعته الثامنة، وذلك على مدار أسبوع كامل من الزمن. وقد أشرف والي ولاية تيزي وزو مصحوبا بممثل عن وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للصناعات التقليدية على افتتاح التظاهرة الثقافية بصفة رسمية والسلطات المحلية للبلدية. تطرق الحاضرون في كلمة الافتتاح إلى الصعوبات التي واجهتهم في التحضير لهذه التظاهرة الثقافية بصفة رسمية. أما السلطات المحلية للبلدية فتمكنت من توفير كل المستلزمات الضرورية لإنجاح هذه التظاهرة التي شارك فيها أكثر من 65 حرفيا يمتهنون حرفة صناعة الفضة بأشكالها القديمة والمعروفة عند أهل المنطقة كآمشلوخ تبنريمت، تعصبانت، وغيرها إلى جانب إدخال أشكال جديدة ومتنوعة. هذا بالإضافة إلى مشاركة أزيد من 34 حرفيا آخر قدموا إلى بلدية آث يني من مختلف ربوع الوطن لعرض منحوتات وإبداعات أياديهم الساحرة من رسومات ولوحات للزخرفة العربية ومنقوشات لأشكال جميلة على الخشب والنحاس. بالإضافة إلى عرض ألبسة تقليدية بإضفاء اللمسات العصرية على طرزها ونوعية أشكالها وجميع هؤلاء جاءوا من مختلف ولايات الوطن كتمنراست وغرداية، أدرار وبومرداس، الجزائر العاصمة، تيزي وزو وغيرها من المناطق. وكانت هذه المناسبة الثقافية فرصة لجميع الحرفيين لعرض منتجاتهم وطرح انشغالاتهم ومشاكلهم على والي ولاية تيزي وزو الذي طاف بأجنحة المعرض الذي احتضنته كل من أكمالية العربي مزاني ودار الشباب لبلدية آث يني ووعدهم بحلها ووجههم إلى الخلية المكلفة بالاهتمام بمثل هذه الصناعات من أجل تشجيعهم والحفاظ على مثل هذه الحرف من الزوال كحرفة الحدادة التي شاركت بعارض واحد طالب بإعطائه فرصة وتقديم ما تستلزمه الصناعة لفتح ورشات تسمح له بتعليم هذه الحرفة للشباب الراغب في إتقانها. أما صانعي الفضة من جهتهم فطالبوا بإعطاء منح وتسهيلات للحصول على المرجان الذي يكون اقتناؤه من أماكن بعيدة من منطقة القالة وبأثمان باهظة. وذلك من أجل السير قدما بهذه الحرفة التي تعتبر مصدر عيش أغلبية أرباب أسر المنطقة منذ سنوات طوال يمارسها أهلها أبا عن جد. هذه التظاهرة الثقافية التقليدية لدى أهل المنطقة ميزتها هذه السنة شموليتها وإقبال الزوار بشكل كبير على المعروضات لإمتاع النظر عند البعض وشراء ما تيسر عند البعض الآخر، وما تأسف له الحاضرون إلى جانب غلاء الأسعار هو ذلك الافتتاح والاستقبال الذي أعده المنظمون والمشرفون من دون إعطاء بعد لثقافتهم وإظهار للوفود القادمة بحيث كان عدد النساء اللاتي لبسن اللباس التقليدي للمنطقة يعد على الأصابع، الأمر الذي أنقص من جمال جو الحفل الافتتاحي الذي تميزت مشرفاته بألبسة عصرية ما أعطى للمعرض الطابع التقليدي. كما نظمت على الهامش سهرات فنية شاركت في إحيائها نخبة مماثلة من مطربي منطقة القبائل إلى جانب تخصيص يوم دراسي حول كيفية الحفاظ والعناية بهذا الموروث التقليدي وبالفن القديم بشكل عام ينشطه أساتذة مختصون وجامعيون. وللإشارة فإن فعاليات هذه الاحتفالات بالعيد الوطني للفضة التي انطلقت في 24 من شهر جويلية الجاري ستستمر إلى غاية الأول من أوت القادم.