لا تزال معاناة حي 50 مسكنا ''كوبيماد'' المتواجد ببلدية عين البنيان الواقعة غرب ولاية الجزائر العاصمة متواصلة لحد الساعة، وذلك منذ أزيد من 14 سنة نتيجة الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها الحي، حيث يحتاج لتهيئة الطرقات الكارثية ذات الأوحال الكثيرة، إلى جانب إعادة تهيئة شبكة صرف المياه القذرة، وإزاحة أكوام النفايات المنتشرة بسبب انجراف التربة، وترميم الجدار العازل للتربة والفيضانات لتجنيبهم هذا الخطر. في هذا الصدد ناشد سكان الحي السلطات المحلية مرات عدة لإيجاد الحلول الكفيلة والسريعة للمعاناة، التي يتجرعون مرارتها كلما تساقطت الأمطار، بلغت حد تعرض حيهم لخطر الفيضانات، نجم عنها انهيار الجدار الفاصل بين هذا الحي وبين حي ''المنظر الجميل''، الذي يقع في الجهة العلوية من حيهم، ليتسبب الوضع في انجراف التربة التي تصب حاملة معها النفايات وحتى الحصى التي تصب بكاملها في حي 50 مسكنا، وذلك نتيجة لعدم اكتمال بعض الأشغال المسجلة على مستوى الأرضية والبنايات في الحي المجاور، والتي عطلت مشروع تهيئة الطريق بعين المكان، حيث تتحول الطرقات المهترئة والممتلئة بالحفر بدورها إلى مستنقعات حسب ما جاء في نص الشكوى الذي تلقت ''الحوار''.في ذات السياق أكد السكان أنه بمجرد تساقط كميات قليلة من الأمطار، يستحيل عليهم الخروج للعمل أو الدراسة بالنسبة للمتمدرسين، نتيجة انتشار الأوحال والمياه الراكدة التي تقطع عليهم الطريق.ولتجنب وقوع كارثة تضر بالسكان سبق أن توجه مواطنو حي 50 مسكنا إلى مصالح البلدية برسالة مدعمة بالصور، بتاريخ 26 سبتمبر من العام ,2007 كما سبق لهم توجيه شكاوى في تاريخ 14 أفريل ,2002 وكانت الثالثة يوم 27 جانفي ,2008 لتوجه هذه الأخيرة يوم الفاتح من أكتوبر الجاري للوالي المنتدب، عسى أن تجد آذانا صاغية، خاصة وأنهم تعبوا من تحمل نفقات ترميم الجدار المذكور أنفا، على حسابهم الشخصي دون جدوى، لضعفه أمام غزارة الأمطار، التي تتسبب في انهياره وتشكيل حفر عميقة تهدد سلامة العمارات، وكذا تعريض جدرانها للتآكل من الجهة السفلية، ناهيك عن امتلاء الأقبية بالمياه، وإغراق الحي بالأوحال والنفايات، وقد أرجع قاطنو الحي سبب انهيار الجدار، إلى غياب الإتقان وضعف الدراسة التقنية أثناء إنجازه، وإنجاز الحي المجاور له. ..والانتشار الواسع للمزابل الفوضوية يثير قلق السكان على صعيد آخر أعرب هؤلاء السكان عن استيائهم الشديد إزاء تدهور المحيط الخارجي لحيهم، مما أثر سلبا على المنظر العام لهذا الحي، وأفقده جماله نتيجة الانتشار الواسع للمزابل الفوضوية، إلى جانب ما تجرفه التربة أثناء انهيارها من أوساخ كثيرة، شوهت محيطهم السكني، حيث أضحت علامات السخط والاستياء بادية على وجوههم حيال عمال النظافة، الذين يتخطون الحي هربا من أداء عملهم به، متحججين ببعده عن الطريق الرئيسي، بالرغم من تأكيد هؤلاء المواطنين مسألة احترامهم لمواعيد رمي النفايات، ومع ذلك فقد سمح هذا التهاون بتحوّل الحي إلى شبه مفرغة عمومية، تنبعث منها الروائح الكريهة، التي تستقطب بدورها هي الأخرى الحشرات السامة والضارة.