كشفت الأجهزة الأمنية الأمريكية أنها تسلمت ثلاثة أشخاص من أصول مالية، بعد أن جرى القبض عليهم في غانا بتهمة تهريب المخدرات والممنوعات لتوفير التمويل لتنظيم ما يسمى بقاعدة المغرب للقيام بعمليات ونشاطات مسلحة، حيث كشفت سلسلة من المكالمات الهاتفية والاجتماعات مع اثنين من مصادر سرية تعمل مع وكالة مكافحة المخدرات ''الذين يدعون أنهم يمثلون'' القوات المسلحة الثورية الكولومبية، أن المتهمين ذكروا أنهم على طريق التوصل إليها من خلال وسائل النقل بين مالي والجزائر والمغرب، مع تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا. وذكر مسؤولون أمنيون أن المتهمين الثلاثة سيمثلون أمام القضاء في ولاية نيويورك بتهمة الاتجار بالمخدرات وتقديم الدعم المادي لمنظمات أجنبية توصف بأنها ''إرهابية''. وقال مايكل لينوهارت، مدير هيئة مكافحة المخدرات الأمريكية بالوكالة، إن هذه العملية ''تقدم دليلاً جدياً على الصلات الموجودة بين التنظيمات الإرهابية الخطيرة، وعلى رأسها القاعدة، وبين التجارة الدولية للمخدرات التي تموّل تلك النشاطات''. وبحسب وثائق القضاء الأمريكي، فإن أحد عناصر مكافحة المخدرات تمكن من الاتصال بمجموعات من القاعدة في شمال أفريقيا، بعد أن أدعى أنه على صلة بمليشيا القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة، وقد اعتقل في غانا يوم 16 ديسمبر ، بناء على طلب من الولاياتالمتحدة، ونقلوا إلى حجز الولاياتالمتحدة ونقلها إلى نيويورك، وسوف يتم استدعاء المتهمين في محكمة مانهاتن الاتحادية قبل قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية جيمس فرانسيس. واتفق المخبر السري مع عناصر القاعدة على ترتيب نقل شحنة كوكايين من مالي إلى المغرب عبر الصحراء، ومنها إلى إسبانيا لبيعها في الأسواق الأوروبية. وشمل الاتفاق قيام تنظيم قاعدة المغرب بتوفير الحماية للشحنة خلال نقلها، مقابل تقاسم أرباح الصفقة بين الميليشيا الكولومبية وتنظيم القاعدة الأم ومن يدعي أنه فرعه في المغرب. وقال مكتب الإدعاء العام الأمريكي إن المتهمين الثلاثة هم هارون تورا وعمر عيسى وإدريس عبد الرحمن. أما المدعي العام لولاية نيويورك، بريت بهارارا فقد قال ''ما تكشفه هذا الاتهامات يشير إلى ظهور تحالف مرعب بين تنظيم القاعدة وتجارة المخدرات الدولية''. من جانبه ذكر القائم بأعمال مدير إدارة مكافحة المخدرات، أن عمر عيسى، هارونا توري والتشادي إدريس عبد الرحمن وصلوا المقاطعة الجنوبية لنيويورك 18 ديسمبر بتهم التآمر لارتكاب أعمال ''إرهاب المخدرات''، والتآمر لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية. وتنبع التهم من المدعى عليهم الاتفاق المزعوم لنقل الكوكايين من غرب وشمال أفريقيا مع نية دعم ثلاث منظمات الإرهابية، القاعدة، قاعدة المغرب، والقوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك )، والتي تم تعيينها من قبل وزارة الخارجية الأميركية بأنها ''منظمات إرهابية أجنبية''. يذكر أن الولاياتالمتحدة تتهم القاعدة وحركة طالبان منذ زمن بعيد بالاعتماد على تجارة المخدرات وزراعة الأفيون لتمويل نشاطاتها في أفغانستان، وقد كانت مكافحة هذه الزراعة أحد الأهداف الأساسية للقوات الدولية في ذلك البلد.