تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان صحفي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بملاحقة ''مجرمي الحرب'' الذين تسببوا في استشهاد المئات من المدنيين الأبرياء، محملاً إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤولية ما حل بالقطاع من خسائر وأضرار. وقال عباس في بيان ''إن دماء مئات الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا لن تذهب هدرا وإننا مصممون على ملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا أبشع الجرائم وأفظعها بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا الأبرياء في كافة المحافل وساحات القضاء الدولي إلى أن ينالوا قصاصهم العادل''. كما وصف الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها أفظع جرائم العصر لافتاً إلى أنها ارتكبت تحت سمع وبصر العالم في شتى أرجاء المعمورة، مشيراً إلى أن ذكرى العدوان ''تثير أعمق مشاعر السخط والتنديد لدى الأحرار وأصحاب الضمائر الحية في كل أنحاء العالم الذي هب في كل مكان مندداً بالمجزرة ومرتكبيها''. وقال عباس إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن العدوان الذي ما كان له أن يحصل وعلى هذا النطاق وأن يوقع كل هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات لو لم يقع الانقسام نتيجة الانقلاب الذي نفذته حماس وسلخ قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني. وحذر البيان الرئاسي من تجدد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وقال إن دائرة الخطر التي تطوق القطاع بالحصار واحتمال تجدد العدوان تحاصر الجناح الآخر من الوطن الفلسطيني في الضفة الغربية ''بالاستيطان وبأنياب الجرافات التي تنهب الأرض ومواصلة سياسة الملاحقة والاغتيالات وارتكاب جرائم القتل والإعدام'' كما حصل في مدينة نابلس. ودعا الرئيس حماس إلى ''مغادرة مربع حساباتها الفئوية الضيقة والتعالي عنها، والتوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة اليوم قبل غد''، للتمكن من إعادة إعمار القطاع وإنقاذ الشعب الفلسطيني من عذاب طال أمده. وقال أيضا إن الوقت لا يتسع للتلاوم وتقاذف المسؤوليات ''فالوطن الفلسطيني كله في دائرة الخطر'' مضيفاً ''العدوانية الإسرائيلية ما زالت تتربص بالقطاع وأهله وتتحين الفرص والذرائع لاستئناف اعتداءاتها على شعبنا''. وشدد عباس على أن الظروف التي تعانيها الأراضي الفلسطينية تقتضي من مختلف القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الالتقاء على كلمة سواء، لاستعادة وحدة أرضنا وشعبنا ونظامنا السياسي ومؤسساته الشرعية تحت راية ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.