أحبطت الجمارك الوطنية بالتعاون مع مختلف أسلاك الأمن أكبر عملية لتهريب العملة الصعبة إلى تركيا انطلاقا من مطار هواري بومدين، حيث تم توقيف عصابة خطيرة تضم مسؤولين في محاولة منهم لتهريب حوالي 550 ألف أورو . وحسب ما أفادت به مصادر على صلة بالموضوع فإن قاضي التحقيق على مستوى محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة سيحيل نهاية هذا الأسبوع الجاري الملف على محكمة الجنايات. وتضيف ذات المراجع أن المتورطين في العملية هم عصابة تضم مسؤولين بالمطار حاولوا تهريب أكثر من 550 ألف أورو. وقد أجهضت هذه العملية من طرف مصالح الأمن العسكري بالتنسيق مع الغرفة المتخصصة بمصلحة الجمارك إثر معلومات تلقتها. وحسب المعلومات المتوفرة فإن عصابة خطيرة تمتد جذروها إلى أوروبا وبالخصوص إلى تركيا، تنشط على محور الجزائر تركيا في أمور مشتبهة تم نصب كمين محكم من أجل توقيف عملية التهريب التي خططت من طرف العصابة، حيث تم استرجاع ما يقارب 600 ألف أورو داخل كيس بلاستيكي في الخزائن الخاصة بموظفي الخطوط الجوية الجزائرية المتواجدة على متن طائرة، كانت متوجهة نحو اسطنبول. وكشف التحقيق المعمق في القضية عن تورط تاجرين أحدهم محترف في الاتجار بالعملة الصعبة على مستوى سوق ''كلوزال''بالعاصمة، وهو المكلف بعملية نقل العملات إلى تركيا، كما تورط مدير البرمجة بالخطوط الجوية الجزائرية ومضيف الطائرة. كما كشف التحقيق عن تورط رجال أعمال وعدد من المواطنين الأتراك الذين يدعون أنهم يستثمرون في الجزائر، حيث كانوا يقودون عصابات تهريب العملة للخارج، بسبب الإجراءات المشددة التي يفرضها بنك الجزائر على عمليات تحويل العملة للخارج، ضمن قانون القرض والنقد الجديد، ويعمل هؤلاء الأتراك في قطاعات عديدة كالبناء والسياحة والأشغال العمومية وآخرون قاموا بفتح مكاتب تجارية بالجزائر. وفي ذات السياق تضيف المراجع ذاتها أن الاتصالات التي كانت تجري بين أفراد العصابة والتي كانت محل تصنت مصالح الأمن العسكري والجمارك في آن واحد كشف أن المتورطين الحقيقيين في العملية هم حاليا رهن الحبس الاحتياطي بسجن الحراش منذ سبتمبر الماضي.