أثر إضراب عمال شبه الطبي على برامج علاج العديد من المرضى خاصة منهم أولئك الذين ينتظرون الخضوع إلى عمليات جراحية، ولم يتمكن حتى الذين تحصلوا على مواعيد مسبقة لإجراء التحاليل الطبية من الخضوع لها، ما اضطر الكثير منهم إلى التوجه لإجرائها على مستوى مخابر التحاليل بالقطاع الخاص، بينما فضل ذوو الدخل الضعيف الانتظار إلى غاية استئناف شبه الطبيين عملهم. استنكر المرضى الذين التقتهم ''الحوار'' على مستوى كل من المخبر المركزي لمستشفى مصطفى باشا، ومخبر مركز بوشنافة التابع للقطاع الصحي سيدي امحمد، الإضراب الذي دخله عمال قطاع شبه الطبي، وعبروا لهؤلاء العمال عن سخطهم وغضبهم، معتبرين بذلك أن تصرفهم هذا غير مسؤول ولا يمت بعلاقة للأخلاق والإنسانية، على حد تعبير غالبيتهم. حتى التحاليل الطبية طالها الإضراب قال الحاج مصطفى، أحد المرضى الذين التقتهم ''الحوار'' بمركز بوشنافة إنه أمضى أسبوعا كاملا في التنقل من مستشفى لآخر ومن مركز لآخر ليتمكن من الحصول على موعد لإجراء فحوص دم نادرة جادا، وتحدد موعدها بعد شهرين من تاريخ حصوله على الموعد، إلا أنه تفاجأ وخاب أمله عندما وصل صباح اليوم المقرر خضوعه فيه للتحايل، بدخول عمل السلك شبه الطبي في إضراب عن العمل. وعلم من أحد العمال على مستوى المركز أن على المرضى الذين يفوتهم الموعد بسبب الإضراب الانتظار للحصول على موعد آخر. ووقف العديد من المرضى القادمين من مختلف أنحاء العاصمة بالقرب من قاعة التحاليل، يترجون الممرضين والممرضات العاملين بها أن يقوموا بأخذ عينات الدم اللازمة، خاصة أن الكثيرين منهم سيخضعون للجراحة في غضون الأسابيع القليلة القادمة. إلا أنهم فشلوا في استعطافهم، فكما أكدته لهم إحدى الممرضات، لا يمكن لأي واحد من شبه الطبيين خرق نظام الإضراب والعمل بينما بقية زملائه مضربين للمطالبة بحقوق سيستفيد منها هو الآخر. وراحت هذه الممرضة تعرض على المرضى عناوين بعض مخابر التحليل القربة من المركز، لمن هو مستعجل في إجراء التحاليل وتمكنه قدراته المادية من ذلك طبعا، فثار غضب العديد منهم خاصة وأنهم من كبار السن والمتقاعدين والفئة محدودة الدخل. بوشنافة يستثني من الإضراب تحاليل منتظري العمليات الجراحية استثنى عمال شبه الطبي بمركز بوشنافة من إضرابهم المرضى المنتظرين الخضوع لعمليات جراحية في الأسابيع القادمة، فالمركز كما هو معروف عنه حتى وإن كان حجمه صغيرا إلا أنه يتوفر على تحاليل غير متوفرة في كبرى المستشفيات وحتى لدى بعض مخابر التحليل بالقطاع الخاص. ونزولا عند توسلات وطلبات المرضى الذين راحوا يستظهرون مواعيد خضوعهم لعمليات جراحية، على الممرضين، وافق هؤلاء على تقديم مواعيد في اليومين المواليين لهذه الشريحة من المرضى فقط. حيث أكدت لنا إحدى المريضات أنها ستخضع لعملية جراحية على مستوى العين بداية فيفري، ولا يمكن للطبيب المعالج أن يخضعها للعملية إذا ما لم تأت بنتائج التحاليل التي طلبها منها، وإذا ما مر موعد العملية فلن تتحصل على موعد آخر إلا بعد 6 أو 7 أشهر أخرى، ما قد يؤزم وضعها الصحي أكثر. وإن كان المرضى الذين قصدوا مركز بوشنافة قد أفلحوا في الحصول على مواعيد أخرى قريبة فإن نظراءهم ممن قصدوا المخبر المركزي المركزي لمستشفى مصطفى باشا، لازالوا يتساءلون عن نهاية الإضراب.