أوضح أمس وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي المصري هاني هلال أن جامعات بلاده ترحب بعودة الطلاب الجزائريين المقيدين بها، وأنها على استعداد تام لتسوية أية مشكلات تتعلق بانتظامهم في الدراسة، وذلك دون الحديث عن المضايقات التي تعرضوا لها من قبل وكانت سببا في مغادرتهم القاهرة . وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن هلال قد أكد ترحيبه بعودة الطلبة الجزائريين لمزاولة دراستهم في الجامعات المسجلين بها، مشيرا إلى استعداده التام لتسوية أي صعاب ومشاكل قد تواجه عقبة انتظامهم من جديد في أقسامهم . ونقلت الوكالة ذاتها عن الوزير المصري قوله أنه قد بعث برسالة لنظيره الجزائري رشيد حراوبية مفادها أن أوضاع الطلبة الجزائريين في مصر لم تتغير وأن لهم كل الحقوق كطلاب موفدين للدراسة بالجامعات المصرية، و''أننا لا نفرق أبدا في معاملة أبنائنا الطلاب سواء كانوا من المصريين أو من دول عربية شقيقة. وأضاف هلال بالقول ''أن الجامعات المصرية يسعدها عودة طلابها من الجزائر الشقيقة لاستكمال دراستهم خاصة وأن العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر والجزائر تتميز بعمق الروابط والمتانة على طول تاريخها. وتأتي تصريحات المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي في مصر في خانة حملة التهدئة المزيفة التي بدأها نظام مبارك مؤخرا، فهلال قد ظهر في تصريحاته وكأنه لا يعيش في مصر حين قال للصحفيين انه لا يعرف إن كان الطلبة الجزائريين قد غادروا بلاده أم لا، كما تجاهل في كلامه كلية الاستفزازات التي تعرض لها الطلبة الجزائريون من قبل الجماهير المتعصبة عقب هزيمة فريقهم لكرة القدم أمام نظيره الجزائري في مباراة أم درمان، والتي لم يقتصر فيها الاعتداء اللفظي المصري على الجزائريين من قبل الطلبة وذوي المستوى التعليمي المحدود فقط، إنما تعداه إلى الأساتذة الذين تناسوا وقتها المهمة المنوطة بهم، ليهتموا بشتم وسب طلبتهم الجزائريين . ويسعى الوزير المصري من خلال تصريحاته إلى أن تحافظ بلاده على الموارد المالية التي تحصل عليها من الجزائريين، والتي تقدر بنحو 35 مليون سنتيم عن الطالب الواحد فقط، وذلك دون احتساب المصاريف الأخرى المرتبطة بالإيواء والتنقل والإطعام، إضافة إلى أن السلطات المصرية متخوفة من أن لا يقتصر مقاطعة الطلبة العرب لجامعاتها مستقبلا على الجزائريين فقط، بل إلى باقي الدول الأخرى ، خاصة وان الاستفزازات والاعتداءات التي تعرض لها الجزائريون مست باقي الطلبة المغاربة.