بعد عرض شريط الفيديو الذي يظهر صحة الرعايا الإسبان المختطفين، علق رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية إيفي على الأمر قائلا ''يجب أن ''نلتزم الهدوء''، مؤكدا في نفس الوقت أن السلطة التنفيذية لا تزال تعمل ''بشكل مكثف مع كل الوسائل التي وضعت تحت تصرفها من أجل تحرير الرهائن الإسبان. وكان ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب قد نقل شريطا مصورا جديدا للحكومة المالية، يظهر المختطفين الإسبان الثلاثة ''كدليل على وجودهم على قيد الحياة''. وأكد التسجيل المصور أن التنظيم لا يحتفظ بالرهائن الستة معا (ثلاثة إسبان، إيطاليان وفرنسي) مع بعضهم البعض، كما يوضح وجود مفاوضات صريحة بين الخاطفين والحكومات الغربية الثلاثة. وقد كشفت وكالة الأنباء الفرنسية أنها اطلعت على التسجيل المصور الذي حمله مفاوض تجهل جنسيته، إلى ممثلين عن الحكومة الإسبانية والمالية أيضا، ووصفت تقول إن الرهائن الثلاثة (رجلان وامرأة) كانوا جالسين في موقع صحراوي ويقف خلفهم بعض الرجال (عناصر التنظيم)، وتحدثت عن أن إرهابيي التنظيم كانوا يحملون رشاشات ''كلاشنيكوف'' وشعارات مكتوبة باللغة العربية. في هذه الأثناء أعلن رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا الشيخ محمد الحسن ولد الدَّدَو أن المعتقلين السلفيين في موريتانيا تبرأوا من تنظيم القاعدة ومن العنف، مؤكدا أن أغلبهم اقتنعوا بأن ما قاموا به من عمليات مسلحة في البلاد هو ''عمل باطل'' في ميزان الشريعة الإسلامية. وأضاف الشيخ الددو إأن الغالبية العظمى من هؤلاء السجناء ''أعلنوا توبتهم من قتل الفرنسيين ومن كل الممارسات التي فعلوها، وتعهدوا بألا يعودوا إلى مثلها وبأن لا يحملوا السلاح في بلاد موريتانيا لا على مسلم ولا على كافر''. واعتبر ولد الددو أن موريتانيا ماضية في تطهير أراضيها من تنظيم القاعدة ومن أعمال العنف، مشيرا إلى أنه على السلطات الموريتانية الآن ''تعجيل ترتيب خطوات إيجابية على هذا الحوار''، الذي أسفر عن توقيع 68 معتقلا من أصل سبعين على تعهد بترك أفكار العنف وعدم حمل السلاح في موريتانيا. وأكد أن المعتقلين تعهدوا للعلماء الذين حاوروهم ب ''أنهم حتى لو مكثوا في السجن مددا طويلة فلن يحملهم هذا على تغيير ما توصلوا إليه، وأن ما وقع عليهم من ظلم أو تعذيب أو غير ذلك في المدد السابقة لا يغيرهم عما اقتنعوا بأنه شرع الله''، داعيا الدولة إلى ''تعجيل إطلاق سراح المظلومين من هؤلاء الذين لم يقوموا بأعمال إجرامية من قبل وأيضا محاكمة الآخرين والعفو عنهم''. وأوضح أن الحوار مع المعتقلين تناول قضايا التكفير والولاء والبراء والمستأمنين من غير المسلمين في بلاد المسلمين، وكانت له ثلاثة أهداف أولها ''إظهار براءة الإسلام من الأفكار المنحرفة كالتكفير والاعتداء وحمل السلاح في بلاد المسلمين''، والثاني هدف اجتماعي ''برفع الظلم عن المظلومين وتخفيف معاناة هؤلاء السجناء''، والثالث هو ''تجنيب البلاد مثل هذه المشكلات'' الأمنية. وتابع بالقول ''إن هدف الاستقرار الأمني الذي تسعى إليه موريتانيا لا بد له من اتفاق مع قيادة هؤلاء السجناء في الخارج''، و''إذا وقعت معها الدولة اتفاقا على ألا تقوم بأي أعمال إجرامية وألا تدخل أي سلاح إلى موريتانيا، فسيكون بذلك قد تحقق هذا الهدف''. وكانت السلطات الموريتانية قد أطلقت حوارا مع المعتقلين السلفيين المحسوبين على ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب. وقد انتدبت السلطات 19 عالما وإماما لمحاورة المعتقلين برئاسة العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو، فيما انتدب المعتقلون 12 ممثلا عنهم.