اخترع مهاجر أمريكي لاتيني في كاليفورنيا هاتفا خلويا لإرشاد المهاجرين غير القانونيين الذي يضلون في المناطق الصحراوية الممتدة بين المكسيك و الولاياتالمتحدة أثناء محاولتهم التسلل إلي الأراضي الأمريكية. فقد شق ريكاردو دومينغيث طريقه في الحياة في العشرين سنة الأخيرة بالتركيز على البحث في وسائل كفيلة بتفادي حساسيات السلطات حيال المهاجرين بل والتحايل عليها. ويترأس دومينغيث الآن فريقا بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، يعكف على تصميم هواتف الخلوية قادرة على مساعدة المهاجرين المتسللين للولايات عبر حدودها مع المكسيك على عدم الضياع في الصحراء المليئة بالأخطار واحتمالات ضلال الطريق. ويقول ان هذا الخلوي يمكن اعتباره بمثابة ''تمثال حرية'' افتراضي. ويذكر أن الآلاف من المهاجرين يحاولون شق طريقهم وسط الأراضي الوعرة التي تفصل بين سان دييغو الأمريكية وحدود المكسيك الشمالية، ويخاطرون بالهلاك جراء درجات الحرارة المتطرفة نهارا وصقيع الليل، دون مياه صالحة للشرب. ويشرف دومينغيث، بصفته الباحث الرئيسي، على اختبار الهاتف الجديد في سان دييغو، على الحدود التي تمتد لمسافة 22 كيلومترا وتجتاز مناطق جبلية وعرة. ويخطط فريق دومينغيث لإنتاج هواتف خلوية منخفضة التكلفة لوضعها مستبقلا في متناول المهاجرين غير الشرعيين المتسللين للولايات المتحدة. ويأمل دومينغيث الانتهاء في الصيف المقبل من تجهيز هواتف خلوية رخيصة لتوزيعها علي الجماعات الناشطة والكنائسية المعنية بمشاكل المهاجرين على الحدود. ويسمي الهاتف الخلوي الجديد ''أداة المهاجر عابر الحدود''، وهو مزود ببرنامج ''سوفت وير'' مصمم خصيصا لمساعدتهم في رحلتهم المضنية. وصرح دومينغيث أن الغاية هي ''إتاحة الفرصة للمهاجرين لتفادي الموت'' أثناء عبورهم الصحراء، إذ يقدر أن يزيد هذا الخلوي المرشد من فرص بقائهم على قيد الحياة بنسبة الضعف. ويذكر أن الخلوي الجديد قد يعتبر مخالفا للقانون لمساعدته على محاولة دخول الولاياتالمتحدة بوسائل غير مشروعة وتنافيه مع المواد القانونية التي تمنع ''التشجيع على إدخال أجانب غير مرخص لهم إلي الولاياتالمتحدة. هذا ولقد أثار الهاتف الخلوي هذا موجة من ردود الفعل المتضاربة، بين المسؤولين عن مراقبة الحدود ومنع الهجرة غير القانونية من ناحية، والهيئات الناشطة المدافعة عن حقوق الإنسان من ناحية أخرى، في وقت سجلت فيه الحدود الأمريكية في السنوات الأخيرة نشاطا مكثفا لوقف تسلل المخدرات المهربة عبرها.