في خطوة تمثل تحديا لليمين المتطرف الذين يهاجم الإسلام باسم الكنيسة، أطلقت كنيسة بريطانية كبرى مشروعا جديدا لمكافحة العداء للإسلام الإسلاموفوبيا) وكافة أشكال العنصرية في بريطانيا، الأمر الذي لقي ترحيبا من الأقلية المسلمة. وقال القس فرنون مارش، رئيس مجلس إدارة الميثودية (المنهاجية وهي طائفة مسيحية بروتستانتية) في منطقة شيفيلد بمقاطعة يوركشاير البريطانية: ''إن جذور هذا المشروع تعود إلى النجاح النسبي الذي تحقق مؤخرا للحزب القومي البريطاني ورابطة الدفاع البريطانية''، بحسب تصريحات لصحيفة ''التايمز'' البريطانية نشرتها اليوم السبت 27-2-.2010 ويعد الحزب القومي البريطاني اليميني المتطرف حزبا سيئ السمعة، ويشتهر بهجومه على المهاجرين، وخاصة المسلمين منهم، كما تتبنى رابطة الدفاع البريطانية خطابا مناهضا للمسلمين. وأضاف مارش: ''عندنا نسبة عالية من السكان المسلمين في هذا الجزء من العالم.. الحزب القومي الديمقراطي يستهدف على وجه التحديد الإسلام، ويحاول التحدث باسم المسيح ضد الإسلامس .وتابع: ''نحن كمسيحيين نعيش في مجتمع متعدد الثقافات والأديان، ونستمتع بعلاقات جيدة مع (أتباع) الأديان الأخرى، وبناء على هذه العلاقات نريد أن نعمل معا ضد أولئك'' المسيئين. وشدد على أنه ''هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، فيجب علينا جمع القصص الجيدة وإيصالها لوسائل الإعلام.. وخلق مساحات يستطيع الناس أن يتحدثوا فيها عن الأشياء التي جذبتهم لمثل هذا المشروع الذي يدافع عن الإسلام''. وأوضح القس مارش أن الهدف من المشروع أيضا هو معرفة الأسباب التي دفعت الناس إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة، غير أنه استدرك قائلا: ''نعرف أن الحالة الاقتصادية المتردية والحملة الإعلامية لهذه الأحزاب ربما دفعت البعض للانضمام لها''، لكن ليس من الجيد التهجم على الناس (المسلمين) دون الحديث معهم. مشروع الكنيسة يحوز دعم مسلمي بريطانيا للوقوف في وجه اليمن المتطرف، إذ يقول رئيس فرع شيفيلد في الجمعية الإسلامية ببريطانيا عبدول جولري، إن المشروع يحتاج لدعم المجتمع المسلم ليتمكن من الخروج من على الحافة، وأتمنى النجاح لهذا المشروع خاصة بعد النجاحات التي حققتها الأحزاب اليمينية في الانتخابات''. وفاز الحزب القومي اليميني المتشدد بمقعدين، وللمرة الأولى، في البرلمان الأوروبي في الانتخابات الأخيرة التي أجريت العام الماضي. وأوضح جولري العضو في فريق المشروع أن ''الناس قلقون من أنهم إذا انضموا لهذا المشروع فإنهم بذلك يكونون مستهدفين، فهناك انعدام ثقة حاليا، والجميع يشعر بالقلق''. ويشكل مسلمو بريطانيا البالغ عددهم حوالي 5,2 مليون نسمة، بحسب آخر إحصائية رسمية، نسبة 3,3 من تعداد سكان بريطانيا الذي ناهز الستين مليونا، وهم الأكثر اندماجا في مجتمعهم من أي بلد آخر من بلدان الاتحاد الأوروبي، بحسب دراسة أخرى حديثة مولها رجل الأعمال اليهودي الأمريكي جورج سوروس، ونشرت صحيفة ''الصنداي تايمز'' البريطانية نتائجها يوم 13-12-.2009 إلا أن بعض مسلمي بريطانيا يشكون من تعرضهم للعديد من الممارسات التمييزية في ظل قوانين مكافحة الإرهاب التي أقرتها الحكومة في أعقاب تفجيرات يوليو 2005 التي ضربت أجزاء من العاصمة لندن، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات. وتقول مؤسسات مسئولة عن الأقلية الإسلامية في بريطانيا إن المسلمين يتعرضون إلى سوء معاملة من جانب السلطات البريطانية ''دون سبب واضح سوى أنهم مسلمون''.