مما لا شك أن التراث المغاربي اللامادي قد وصل صيته إلى أصقاع الوطن العربي بفعل جهود المعنيين بهذه البلدان وتنقلهم عبر أرجاء العالم العربي من المحيط إلى الخليج، حاملين معهم كنزهم الفكري والعلمي، وكذا من خلال الزواج المختلط كل هذه العوامل خلقلت الكثير من القصائد الشعرية والأمثال الشعبية المغاربية المنشأ والمنبت، هذا التراكم الثقافي والفكري والأدب الشعبي بدأ يتجنس بجنسيات متعددة ونسب إلى أكثر من منطقة عربية في المشرق وأصبح يعرف باسمها. وأضحى يتداول بين أفراد تلك المجتمعات وكأنه فعلا من تراثهم الشعبي. في هذا الصدد حاول توفيق ومان الشاعر الشعبي والباحث في التراث أن ينقذ ما يجب إنقاذه من خلال إعداده لديوانه المسمى ب ''الشاعر عبد الرحمان المجذوب'' الصادر عن منشورات فيسيرا، يحمل رباعيات المجذوب جمع فيه 268 رباعية وقسمه إلى عشرة أبواب، تناول في الباب الأول منه ''أقوال المجذوب في نفسه ورجاله وأحواله وعصره''، والباب الثاني ضمنه ''أقوال في بعض أمور الدين''، ''أما الباب الثالث فقد تناول'' أقوال في الدنيا وتقلبات الدهر والزمان والسعادة والشقاء''، في حين نجد في الباب الرابع ''أقوال عن الغنى والرزق''، والباب الخامس ''أقوال في الصداقة والأصدقاء وحقوق الصحبة''، بينما في الباب السادس فقد متعنا ومان ب '' أقوال في الحب والعشق وما تعلق بالنساء وأحوالهن'' وفي الباب السابع نجد ''أقوال في الكلام والصمت''، وفي الباب الثامن تناول ''أقوال في البنين والأهل والأقارب''. من جهة أخرى جمع توفيق في الباب التاسع ''أقوال حول إكرام الضيف'' كما تناول الباب الأخير ''أقوال متفرقة''. وعن أسباب إصرار توفيق على إعادة طبع ما تيسر من قصائد المجذوب التي بقيت، حسبه، تتداول إلى يومنا هذا على الرغم من مرور أزيد من أربعة قرون على رحيله من هذا العالم، وكل أقوال هذا الشيخ، يضيف، تتردد أصداؤها في كافة المجتمعات، فنسبت إلى غير المجذوب مما أهمل قسطا وافرا منها وتشتت بين البلدان العربية.