دخل العراق اعتبارا من أمس السبت عامه الثامن للاحتلال، بمرور الذكرى السابعة للغزو الذي بدأته القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها فجر يوم العشرين من مارس ,2003 ولئن توارى كثيرا الحديث عن هذه الذكرى المؤلمة للعراقيين، ظل الحديث عن الانتخابات والنتائج المتوقعة هو الشغل الشاغل، ويتوالى الحديث عن المضاربات والتزوير والانتهاكات، فضلا عن ملامح الحكومة المقبلة، ومن سيكون على رأس الحكومة. ولم تستطع التقارير الطويلة والعريضة التي تطنب في مدح ''دولة الرفاه'' التي أنشأها الاحتلال الأمريكي أن تحجب الوضع المأساوي الذي مازال عليها العراق، حيث أصبحت أزماته ومآسيه مادة انتخابية دسمة يتقاتل عليها المتناحرون على السلطة المأجورة للسياسة الأمريكية، بينما يظل الواقع في أسوأ حال وليس هناك أي مؤشرات للتغيير، وخلال السنوات السبع الماضية، خسر العراقيون أكثر من مليون إنسان بسبب ضربات الاحتلال والعنف الطائفي الذي ضرب البلد بفضل فتن ومخططات الاحتلال، يضاف إلى ذلك تعرض العراق إلى خسائر اقتصادية هائلة جدا بسبب استهداف القطاعات الحيوية فيه مثل قطاع النفط وقطاع الكهرباء، وكذلك القطاع الصناعي، فضلا عن ذلك أن الزراعة في العراق خلال السنوات المذكورة اقتربت من الانقراض نتيجة لعدم توافر المياه والأمن والوقود والبذور والسماد، كما يجب أن لا ننسى حالة الفساد الإداري والمالي التي رافقت عمل المسيرة الديمقراطية في هذا العراق الجديد. لكن المأساة الحية تظل على الدوام هي قضية اللاجئين المبعدين سواء إلى خارج العراق وحتى في داخله، وقالت منظمة ''لاجئون دوليون ريفيوجيز انترناشيونال'' غير الحكومية إن مئات آلاف العراقيين الذين نزحوا من ديارهم بسبب الحرب إلى مخيمات يعانون من أزمة إنسانية خطيرة وطلبت مساعدة واشنطن في هذه المسألة، وقالت المنظمة ومقرها الولاياتالمتحدة في تقرير عشية الذكرى السابعة لغزو العراق إن من بين المليون ونصف المليون عراقي الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في 2006 و2007 يوجد نحو 500 ألف يعيشون في الاكواخ، وجاء في التقرير أن فريقا من المنظمة زار عشرين مخيما للنازحين العراقيين الذين يعانون من النقص في المياه والمنشآت الصحية ومن أقامتها في أحياء فقيرة وتحت الجسور وعلى طول السكك الحديدية وقرب المزابل لإجراء هذا التحقيق، وأظهر التقرير أن الحكومة العراقية لا تبذل الكثير وربما لا تفعل شيئا لمساعدة النازحين داعيا الولاياتالمتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة في هذه الأزمة الإنسانية إلى الاهتمام بالنازحين، وأضاف أنه حتى وان تمكن العراق من تحقيق موارد ضخمة بفضل نفطه فستمر سنوات قبل أن تكون الحكومة قادرة على إعادة بناء البنى التحتية في البلاد وتوفير الخدمات الضرورية الأولى للسكان. يشار إلى أن عدة منظمات وشخصيات عامة دعت إلى مساعدة العراق ومواجهة أزمة النازحين داعين إلى النظر إلى الاضطهاد والعنف الذي يعاني منه النازحون في العراق رجالا ونساء وأطفالا وخاصة النساء والفتيات اللواتي تضررن بشكل كبير من جراء أزمة النازحين، كشفت آخر نتائج لعملية فرز الأصوات فى الانتخابات العراقية عقب فرز ما يقارب من 93 في المئة من الأصوات تقدم القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي علي ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي فيما يعد تغييرا للنتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية والتي تحدثت في البداية عن تقدم ائتلاف المالكي. ويأمل العراقيون أن تنهي سنوات من الصراع الطائفي لكن تفتيت الأصوات يشير إلى محادثات مطولة ومضنية مستقبلا لتشكيل حكومة، ومن المتوقع أن يؤدي التقارب في النتائج بين المالكي وعلاوي الذي هيمن أساسا على المحافظات التي تسكنها أغلبية سنية إلى مفاوضات تستمر لأسابيع أو أشهر لتشكيل حكومة جديدة بينما يخرج العراق من سنوات من الصراع الطائفي، ومن المتوقع أن يكون الأداء القوي لعلاوي بين السنة الذين جرى تهميشهم نتيجة لصعود الأغلبية الشيعية بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 عاملا رئيسيا في المحادثات القادمة لتشكيل الحكومة وفي أمن العراق فيما تستعد القوات الأمريكية للانسحاب بنهاية عام .2011