يحل اليوم بالجزائر وزير العدل الأمريكي اريك هولدر هيمتون مرفقا بوفد هام تلبية لدعوة نظيره الجزائري وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز للتوقيع على معاهدة للتعاون القضائي والقانوني، إضافة إلى مناقشة عديد المحاور ذات الاهتمام المشترك من بينها قضية الجزائريين الموجودين بمعتقل غوانتنامو الأمريكي. وأوضح بيان لوزارة العدل أن بلعيز وهيمتون سيشرفان اليوم على توقيع معاهدة للتعاون القضائي والقانوني بمقر الوزارة، وسيتباحثان سبل تطوير وتوسيع نطاق التعاون القانوني والقضائي وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في مجال التكوين. ومن جانبها، كانت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر قد أوضحت في بيان لها أن ايريك هولدر سيلتقي خلال حلوله بالجزائر، إضافة إلى الوزير بلعيز بمسؤولين في الحكومة الجزائرية، والذين سيتباحث معهم حول ملفات محاربة ظاهرة الإرهاب والمخدرات والتهريب والجريمة المنظمة، مبينة أن الاتفاقية التي سيتم توقيعها تشمل تبادل المطلوبين بين البلدين، إضافة إلى تطوير التعاون القضائي بينهما. ويظهر من بيان السفارة الأمريكية أن قضية تبادل المطلوبين من عدالتي البلدين ستكون في صلب المحادثات، خاصة وأن واشنطن لازالت إلى اليوم تعتقل في سجن غوانتنامو سيء السمعة، حيث لا يزال أكثر من عشرة جزائريين هناك وفق آخر رقم أعطاه رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان مصطفى فاروق قسنطيني، الذي أوضح أنه ما يهم الجزائر هو الإسراع في إطلاق سراح رعاياها وتقديمهم لها، ليحاكموا بعدها أمام القضاء الجزائري، مشيرا في السياق ذاته أن أغلب الجزائريين الذين لا زالوا معتقلين في سجن شبه الجزيرة الكوبية أبرياء. وينتظر أن يناقش وزير العدل الأمريكي مع المسؤولين الجزائريين مسألة عدم رضى بلاده على تبرئة القضاء الجزائري لمعتقلين سابقين بغوانتنامو، وهو الأمر الذي كانت قد رفضته الجزائر جملة وتفصيلا، معتبرة أن ذلك تدخلا في شؤونها الداخلية، وقد تداولت أنباء عن وقف واشنطن لعملية الإفراج عن سجناء جدد بعد أن حكمت العدالة الجزائرية ببراءة آخر رعيتيها اللذين أفرجت عنهما إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يزال إلى اليوم غير قادر على الوفاء بوعده الذي قطعه خلال حملته الانتخابية والقاضي بإغلاق المعتقل سالف الذكر. ويتوقع أن يطالب الطرف الجزائري نظيره الأمريكي بتسليم المعتقل الجزائري أحمد بلباشا الذي أصدرت غرفة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في حقه حكما بالسجن 20 عاماً غيابياً بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج، والذي يرفض الترحيل إلى الجزائر ويطلب الإبقاء عليه في غوانتنامو أو التنقل إلى الإقامة مع عائلة بريطانية قبلت بإيوائه، مدعيا أنه سيتعرض للتعذيب إن رحل إلى الجزائر، وكأنه يعيش في ظروف حسنة في معتقله.