فى الوقت الذي تخفض فيه الولاياتالمتحدة ترسانتها من الأسلحة النووية، تعكف وزارة الدفاع الأمريكية على تطوير سلاح جديد يكون بديلا عن استخدام السلاح النووي، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الصادرة أمس. وقالت الصحيفة إن السلاح الذى أطلق عليه ''الضربة العالمية الموجهة'' يمكن استخدامه لضرب أي هدف في الكرة الأرضية خلال أقل من ساعة واحدة وبدقة مذهلة. وبحسب الصحيفة، يمكن للسلاح الجديد أن يضرب صاروخا كوريا شماليا قبل وضعه على منصة الإطلاق أو تدمير موقع نووي إيراني، وكل ذلك دون تخطي العتبة النووية. وقالت ''نيويورك تايمز''، ستعمل المنظومة الجديدة عبر صواريخ تزيد فى سرعتها عن أضعاف سرعة الصوت فى وستحمل رؤوس تقليدية تضاهي القوة التدميرية للسلاح النووي، وفكرة السلاح الجديد ليست جديدة، حيث درست إدارة الرئيس السابق جورج بوش هذا السلاح ووضعت تصورا لأن يكون بديلا للرؤوس النووية المثبتة فى غواصات. وصرح وزير الدفاع الأمريكى روبرت غيتس لشبكة ''اى بى سى'' الإخبارية الأمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ''تتبنى الفكرة بشدة''، ولمح أوباما إلى ذلك فى مقابلة أجراها مؤخرا مع ''نيويورك تايمز''، قال فيها إن هناك اتجاها ''لتقليل الاعتماد على الأسلحة النووية''، مشيرا إلى أن ''أسلحتنا التقليدية هى وسيلة ردع فعالة فى جميع الظروف ماعدا تلك الأكثر إلحاحا وضرورة''، ومن المتوقع أن يتم نشر المنظومة على الساحل الغربى للولايات المتحدة وتحديدا فى قاعدة فيندنبرج الجوية، وأشارت الصحيفة إلى أن السلاح الذي يعمل البنتاجون على تطويره منذ سنوات يثير قلق المسئولين الروس الذين يؤكدون أن تطوير مثل هذه الأسلحة يزيد من خطر نشوب حرب نووية وأنه سيؤثر سلبا على كل الجهود الرامية إلى تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل وذلك لأن روسيا لن يمكنها تحديد ما إذا كانت الصواريخ تحمل رأسا نوويا أو تقليديا، وقال مسؤولون أمريكيون إنه يجب التأكد من أن روسيا والصين والدول النووية لديهم فهم بأن عملية إطلاق الصواريخ التى يرونها على راداراتهم لا تشير إلى بدء هجوم نووي، وطبقا للمفهوم الجديد للإدراة الأمريكية، فإنها ستسمح لروسيا والدول الأخرى بإجراء تفتيش منتظم لمخازن الأسلحة المستخدمة فى المنظومة للتأكد من أنها لا تحتوي على رؤوس نووية، كما أنها سيتم وضعها بعيدا عن القوة النووية الإستراتيجية، وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن هذا السلاح سيثير الكثير من المشكلات وأهمها المخاطرة الكبيرة التي ينطوى عليها استخدام هذا السلاح حيث يصعب التمييز بينه وبين شن هجوم نووي، نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قوله إن دول العالم لن تقبل عالما خاليا من الأسلحة النووية مع استحواذ بعض الدول على أسلحة لا تقل قوة وتأثيرا عن الأسلحة النووية.