الآن وقد قالت ''الفيفا'' كلمتها، فعاقبت مصر بغرامة مالية قيمتها 100 ألف فرنك سويسري، ومقابلتين تلعبان خارج القاهرة، الإدانة الرسمية لمصر على فضيحتها، والتي وإن لم تأت مثلما أردناها، لأننا كنا نتمناها إقصاء من المشاركة في ''المونديال'' القادم نهائيا، أو أكثر بكثير، إقصاء من لعب كرة القدم نهائيا يعني ''طول عمركم''، أو أسوأ من هكذا وأكثر بكثير، حرمان المشجع المصري من متابعة فريقه أينما حل وارتحل، وحتى من رؤيته يلعب على شاشة التلفزيون والفضائيات، ... لأنه لا يحسن استقبال ضيوفه لا في مصر ولا خارجها، ولا يعرف التفريق بين الشقيق والعدو، بل الأسوأ فهو يفرغ شحنات أزماته الداخلية ومشاكل ''العيش .. وطوابير أنبوبة الغاز.. والجوع .. والاغتصاب .. ''فيمن ينافسون فريق بلده .. ثم يدعي أنه أهل للحضارة ويتفلسف ويقولها بالعين المفتوحة من دون ''ما يختشي على نفسو'' أنه من أحفاد فرعون، أباده الله لطغيانه وعصيانه. على العموم عدنا إلى البداية من هذه الإدانة، عدنا من جديد إلى نقطة البداية مثلما كتب شوبير منذ يومين في مقال عنونه ب ''تعنّت الجزائريين أحبط كل مبادرات التهدئة''، الذي استغربت فيه ومنه، واستعجبت للمقال ''الفظيع'' و''الفاشل'' الذي كتبه السيد أحمد شوبير صاحب ''ألف قضية وقضية''، الذي كان من المفروض أن يتفرغ للنظر وإعادة النظر في قضاياه المتلاحقة الواحدة تلوى الأخرى على رأسه، بدل الحديث في أمور وشؤون كان واحدا ممن أزم وضعها وزاده سوءا أكثر فأكثر، عندما سمح لنفسه بالافتراء على أسياده.. في قنوات ''العهر'' التي أدارت اليوم وجهها عنه، وضربته ''على قفاه''، بعدما كان يشتم في شعب بأكمله، لا لشيء سوى لإرضاء أسياده، راح يدافع في مقاله عن ''ذئب مثله، لا يختلف كثيرا عنه''.. صاحب ألف ''مشكلة وفتنة''. أولا أرد عليه بالقول، الآن وقد أصدرت ''الفيفا'' عقوبتها في حقكم، بإمكانك أن تمد رجليك يا شوبير، فلك ما تمنيت، إدانة رسمية من ''الفيفا''، بما اقترفت أيديكم، يا من كذبتم ولفقتم ضدنا التهم، وادعيتم أننا ضربنا أنفسنا بأنفسنا، ولعبنا ''مسرحية'' الاعتداء الذي أقرته لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم بالأمس فقط .. شوبير كتب أول أمس عن تعنت الجزائريين، تعنت وصفه، شوبير ب ''الشديد''، والذي قال عنه إنه ''أزعجه''، وراح يقص علينا ''آخر الحدوثات''، عن ''المسكين'' عمرو أديب والذي قال عنه شوبير في مقاله بالحرف الواحد ''أزعجني ما رأيته وما سمعته من الزميل الإعلامي ''الكبير'' عمرو أديب، في برنامجه ''الرائع'' القاهرة اليوم، وهو يعرض بعضا من وقائع الجلسة الختامية لمهرجان الإعلام العربي في دبي، التي حل عليها ضيفا، أزعجني كثيرا ذاك التربص الشديد الذي واجهه عمرو أديب من بعض الإعلاميين الجزائريين.. وما زاد من انزعاج أخينا شوبير، أن المسكين مثلما يحاولون تصويره لنا عمرو أديب أجبر على الخروج من قاعة الندوات في دبي محاطا برجال الشرطة الإماراتيين، لأن الإعلاميين الجزائريين، مثلما يدعي شوبير كادوا يقذفونه ب ''الطوب''، أو ربما مثلما كتب سيناريو ''المؤامرة'' الفتان عمرو أديب حاولوا ضربه حتى الموت.... افتراءات، .. افتراءات، .. افتراءات، وأكاذيب.. أقاويل، لازال أحفاد فرعون من غير المصريين الطيبين، يطلقونها بين ليلة وضحاها في ''حقنا نحن الجزائريون'' ثم يصدقونها .. ، كذبها من حضر الملتقى جملة وتفصيلا. شوبير الذي تحدث في مقاله الصادر أول أمس في جريدة ''المصري اليوم'' عن تعنت الجزائريين، وساند بأقاويله أكاذيب أديب ''غير المؤدب''، الذي أكدت نخبة من الإعلاميين الجزائريين ممن شاركوا معه في ملتقى الإعلام العربي بدبي أنه لم يتلق أية تهديدات، ولم يتحدث إليه أو يتربص به أي جزائري هناك، وهل يعقل أن يخرج من القاعة محاطا برجال الأمن، ألهذه الدرجة صدق نفسه ذاك الإعلامي الفاشل صاحب ''ألف وألف مشكلة ومتابعة قضائية''، الذي يرى في برامجه الحوارية'' التوك شو'' برامج ذائعة الصيت لهذه الدرجة، والذي يتابعها يتأكد أنها مجرد ''تبهديل ونشر غسيل وعويل ستات وحريم''.. المؤسف أن شوبير صدق أديب، وكلاهما في قفة واحدة، وليس لنا ما نفضل عن كلاهما، تلاحقهما المشاكل في كل مكان، لا يعيشون إلا من نار يؤججونها في حطب ''الشرفاء والرجال''.. ، استغربت لشوبير وهو يدافع عن أديب الذي قال عنه وكله خضة ورعب من رد الفعل الجزائري ''لماذا يخرج أديب من القاعة محاطا برجال الأمن، هل هو مجرم حرب مطلوب من بعض الجهات''، .. أقول له ... بل أسوأ بكثير من ذلك يا سي شوبير، ''فتان'' تعيس سمح لنفسه بشتم رموز دولتنا وشهدائنا، الفعل الذي لم ولن نسامح عنه ما حيينا.. شوبير لم يتوقف في مقاله عند هذا الحد، بل راح يتحدث عن التجاوزات التي صدرت من أديب في حق الشعب الجزائري أيام الأزمة الكروية في القاهرة، وراح يقول بأن التجاوزات كانت مجرد مداخلات هاتفية غاضبة ومنفعلة، من بعض الفنانين الذين كانوا يعبرون عن وجهة نظرهم وفقط وليست وجهة نظر الحكومة أو الإعلام المصري .. واعجباه فيك يا شوبير، واعجباه في ''ذئب مخادع مثلك'' يأكل لحم ضحيته نيئا، ويبكي عليه، يخادع ويراوغ، بعدما انكشفت أقاويله. كيف يا سيد شوبير تسمح لأشباه فنانين ''مقرفين'' اعتادوا على ''الفاحشة'' سبوا شهداءنا، وشتمونا جملة وتفصيلا بالكامل ''نحن الشعب الجزائري'' ووصفونا بالرعاع والهمج و''البلطجية''، أن تقول عنهم إنهم عبروا عن وجهة نظرهم.. كيف تراها وجهة نظر .. خرجتم تماما عن النقد الكروي، يا من تدعي أن إعلامك حر ولا وصاية عليه، خرجتم عن المعقول والإنساني، ونسيتم أن من تشتمونهم وتضحكون عليهم، كانوا لكم سندا يوما من الأيام، ورغم تعنتك القبيح في مدح الأفعال المشينة التي ارتكبتها وزميلك أديب وغيرهم من أمثالك، تحاول أن تتهمنا ب ''المتعنتين'' لأننا تجرعنا من سمومكم وشتائمكم الكثير والكثير.. هجوم قاس وعنيف علينا، شعبا وتاريخا، جعلتمونا أضحوكة، لكنكم صرتم أنتم الأضحوكة، تستغرب كيف لنا أن ننقل مباراتي الأهلي والاسماعيلي مع شبيبة القبائل إلى العاصمة بملعب 5 جويلية، وتقلق لهذا الأمر، أجيبك أن هذا القرار لم يتخذ بعد، وحتى وإن اتخذ، فإننا ما فعلنا هذا إلا لأننا نرغب في حسن استقبالك وأمثالك، نلقنك درس اللباقة، والضيافة وحفاوة اللقاء بين الأشقاء.. فهل ترفض وتنزعج؟؟ قلت في مقالك ''كفانا تهريجا''، أذكرك أن التهريج أنتم من سبقتم إليه، يا من رضعتم فن التهريج والتمثيل مذ كنتم أطفالا، دعوتنا في مقالك إلى الالتفات إلى مستقبل العرب والمسجد الأقصى مثلما قال من قبلك أديب كان الواجب عليك أن تتذكر العرب والوحدة العربية قبل أن تنحرنا وتذبحنا شعبا وتاريخا وتنسى علاقاتنا المشتركة على مدى الزمن.. أتمنى أن تكون قد نلت من عقوبة ''الفيفا'' التي لم تقنعن إطلاقا جزئا ضئيلا من عنفوانك القبيح الذي سلطته علينا أيام أزمة القاهرة يا شوبير. نرجس رمضان