من المنتظر أن يلتقي بحر الأسبوع الجاري وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله بمسؤولي الإذاعة الوطنية للاستفسار حول ما قامت به القناة الإذاعية الثالثة الناطقة باللغة الفرنسية الأسبوع الماضي عندما بثت على الهواء مباشرة قداس الأحد للمسيحيين حتى أنها قطعت برامج يومية من أجل هذا الأمر. كشف الوزير غلام الله في تصريح ل ''الحوار'' أن ''بث هذه الصلاة النصرانية لم يكن بترخيص من الوزارة وحتى أننا لم نكن نعلم به على الإطلاق''، وحتى أنني، يقول المتحدث، في ذلك الوقت كنت في الخارج في إطار الزيارة التي برمجت إلى فرنسا الأسبوع الماضي، ''ولم أسمع بالأمر إلا عند عودتي إلى أرض الوطن''، مشيرا إلى ''أننا لا نريد أن نتهم أحدا بالوقوف وراء ذلك''. وقال ممثل الحكومة إنه خلال الأسبوع الجاري سيعقد لقاء مع مسؤولي الإذاعة الوطنية من أجل هذا الأمر. وحول ما إذا ما كان هذا الأمر يعتبر مساهمة في الترويج للمسيحية في الجزائر، قال غلام الله إنه ليس كذلك، خاصة وأن قانون ممارسة الشعائر الدينية لم يأت في بنوده ما يمنع بث صلاة المسيحيين في القنوات الإذاعية أو التلفزية الجزائرية. ورمى غلام الله المرمى في ملعب وزير الاتصال عندما قال لست وزيرا للاتصال حتى أكون المسؤول عما يبث في القنوات الرسمية الجزائرية. جدير بالذكر أن القائمين على بث القداس عمدوا إلى ترجمة بعد مقاطعه إلى لغات عدة على رأسها العربية وحتى الأمازيغية، وهذا من أجل توسيع دائرة الفهم لكل المستمعين وقد استغرب المستمعون للقناة بث القداس مباشرة من قناة وطنية رسمية، وطرح العديد من المتابعين تساؤلات تصب في خانة لماذا تحجب القناة بث خطبة الجمعة وتبث صلاة المسيحيين على مسمع أكثر من 35 مليون جزائري. وللإشارة لم تبث القناة الإذاعية الثالثة أمس الأحد القداس المسيحي. يأتي هذا الأمر في وقت لا زالت فيه بعض الهيئات الدولية تتهم الجزائر بالتضييق على الحريات الدينية على غرار التقرير الأخير الصادر عن منظمة العفو الدولية الذي جاء في بعض المقتطفات منه ''لاحظ التقرير أنه في بلدان كالمغرب والجزائر يتم انتهاك حرية المعتقد والدعوة الدينية من خلال منع المبشرين المسيحيين أو ترحيلهم خارج البلد. ومن جهته لاحظ أن التضييق الذي يتعرض له المبشرون المسيحيون في كل من الجزائر والمغرب يجري في إطار إنكار''ممارسة الحرية المغايرة'' في إشارة لممارسات أو طقوس دينية مختلفة عما هو سائد في المجتمع''. وحسب المتتبعين فإن بث القداس في الجزائر لهو خير دليل على انفتاح الجزائر وعدم وجود تضييق على المسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية في إطار حق يكفله القانون الجزائري.