أكد أسقف الجزائر السابق هنري تسييه وجود اختلافات في الجزائر لدى المسلمين بخصوص الحوار والتقارب بين المسيحيين ، معتبرا في هذا الإطار أن المدارس التي قام بها الآباء البيض ساهم في التقريب بين الطائفتين على حد قوله. ويرى تيسييه على حد ما جاء في حديث له مع موقع '' زينيت '' أن المدارس الكاثوليكية خلال الفترة الاستعمارية قد ساهمت في تقريب الحوار بين المسلمين والمسيحيين، خاصة مدارس '' الآباء والأخوات البيض''، مضيفا أن هذه المدارس تم تأميمها بعد الاستقلال من طرف الدولة ، وانه حتى أواخر السبعينات كانت المدارس الكاثوليكية قد كونت نحو45 ألف طالب، مضيفا أن الكنيسة في الجزائر قد أخذت طرقا جديدة للتعليم اليوم اثر تأميم المدارس المسيحية . ويشار إلى أن مدارس الآباء والأخوات البيض استعان بها الاحتلال الفرنسي من اجل طمس هوية الشعب الجزائري وتغيير معتقداته في إطار سياسة الاستيطان التي شنها الاستعمار منذ دخول الجزائر. وفي رده عن سؤال متعلق بوجود انقسام في الجزائر بين المسلمين الذين يقبلون بالحوار مع المسيحيين وبين من يرفضوه ، قال تيسيه '' بطبيعة الحال هناك وجهات مختلفة '' ، وذلك دون أن يشير إلى أي من الأطراف في الجزائر التي ترفض الحوار مع المسيحيين، ليكتفي بالإشارة إلى وجود تعاون في المجال التعليمي مع بعض المسلمين ،حيث أن الكنيسة في الجزائر على حد قوله- لها برامج تعليمية لتدريب الفتاة والمرأة . وأضاف تيسييه أن لدى الكنيسة مجلة تصدر منذ 22 عاما ، وتكتب فيها أقلام مسيحية ومسلمة جنبا إلى جنب ، وهي التي يتم بثها وتوزيعها تحت وصاية الهلال الأحمر الجزائري . وما يلاحظ على تصريحات أسقف الجزائر السابق انه تحاشى الحديث عن ما يقوم به الإنجيليون الجدد في الجزائر، والذين يسعون بكل الطرق المشروعة منها والدنيئة لتنصير المجتمع الجزائري ، من خلال استغلال الأوضاع الاجتماعية لبعض الفئات الهشة ،كما لم يتطرق تيسييه لقانون الشعائر الدينية الذي ينظم مهام الجمعيات الدينية في الجزائر .