على عكس ما كان قد أعلن عنه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من أن باريس ستكثف من تواجدها العسكري في المنطقة، فإن التشاد هذه المرة تريد إعادة النظر في التواجد العسكري الفرنسي في المنطقة. ودعا الرئيس التشادي إدريس ديبي بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال البلاد، إلى إعادة النظر في عملية ايبرفييه مطالبا بتعويض مادي عن الوجود العسكري الفرنسي في تشاد. وقال ديبي خلال مؤتمر صحافي ''إننا نتجه نحو مراجعة الاتفاقية بين ايبرفييه وتشاد''. وتابع ''مضت عشرون سنة على عملية ايبرفييه وهي لم تعد تلعب دورها، باستثناء تقديم بعض العناية الطبية للمرضى ودعم لوجستي في حال التعرض لعدوان في مكان ما''. وتابع ''سوف نراجع الاتفاقية إذ أنه ليس هناك توافق، فرنسا لا تدفع شيئا لتشاد باستثناء بعض البضائع التي تدخل عبر الجمارك. وإن أرادت فرنسا البقاء في تشاد واستخدام طائراتها وتدريب عناصرها، ثمة ثمن يتوجب دفعه والاتفاقية ستسمح بتوضيح ما يترتب على فرنسا دفعه لتشاد''. وقال ''بكلام آخر، إن قالت فرنسا إنها لا تملك الوسائل المادية للدفع وتريد الرحيل، فسوف نحتفظ بأفضل العلاقات الممكنة معها لكننا لن نمنع ايبرفييه من الرحيل''. وقال ديبي ''ليس لدينا اتفاقية دفاعية مع فرنسا ووجود ايبرفييه حاليا لا علاقة له البتة باستقلالنا وسيادتنا''، مؤكدا أن ''ايبرفييه ليست هنا لمساعدة أو دعم أي حكومة أو نظام''. وردا على هذا الموقف، أبدت فرنسا ''استعدادها للنظر'' في طلب ديبي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع لوران لوكالة الأنباء الفرنسية ''إذا تلقينا تأكيدا رسميا لمطالب الرئيس ديبي في إطار العلاقة الثنائية، سنكون بالتأكيد على استعداد للنظر فيها''. وفي موازاة ذلك وبطلب من داكار أيضا، اتفقت فرنسا والسنغال على إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية في هذا البلد. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في نهاية جويلية أن فرنسا تريد ''تعزيز دفاعاتها'' في منطقة الساحل بعد مقتل الرهينة ميشال جيرمانو الذي تبنى تنظيم قاعدة المغرب قتله. وفي هذا الشأن يشير المراقبون إلى أن ''رضى'' فرنسا عن انسحابها من التشاد لم يكن استجابة لرغبة الرئيس التشادي إنما هي خطة مسبقة كانت فرنسا قد خططت لها، حيث من المفروض أن تحمل نفسها وجيشها على الانسحاب حتى لا تواجه التنظيمات الإرهابية في الميدان بعد الدرس الذي أخذته من الحرب على العراق واقتناع الجيش الأمريكي أخيرا بالانسحاب كأحسن حل، وإنما تريد فرنسا من هذا أن تعلن حربها وتديرها من بعيد بأقل خسارة في جيشها فهي لن تجد أحسن من جيوش المنطقة لمواجهة التنظيمات الإرهابية. وتلفت المراجع ذاتها أن فرنسا أحسنت عندما قررت الانسحاب حتى لا تكون ذريعة للنشاطات الإرهابية لاسيما وأن دول المنطقة ترفض التواجد الفرنسي في المنطقة ككل على غرار الجزائر وموريتانيا.