قال فضيلة الشيخ ابو عبد السلام أن شهر رمضان يعتبر ضيفا عزيزا يحل علي الامة الاسلامية جمعاء وعلينا ان نستقبله بخير الأخلاق . ودعا ابو عبد السلام في اللقاء الذي جمعنا به الى ان نكون في مستوى هذا الشهر الفضيل من حيث الالتزام بواجبنا الديني والتقرب الى لله عز وجل بالخيرات وبالكلام الطيب لما في هذا الشهر من فضل يعود على الفرد المسلم بمضاعفة الاجر . كما يبدي محدثنا رأيه بصراحة حول فتاوى البعض في تحريم مشاهدة التلفاز في رمضان ، بالنظر الى المشاهد الإباحية التي تطل علينا عبر الفضائيات خلال الشهر الكريم والتي قد تبطل صيامنا.نحن في شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والنصر على الاعداء. برأيك كيف يمكن ان ننتصر على أنفسنا وكيف لنا ان ننتصر لاخواننا الذين يقضون رمضان تحت قصف نيران الاحتلال؟ في الحقيقة الجهاد الاكبر هو جهاد النفس فالله يقول في كتابه العزيز:''والذين جاهدوا....'' والمجاهد من جاهد بنفسه في طاعة الله ،لذلك على الانسان ان يروض نفسه ويقاومها لان النفس بطبيعة الحال امارة بالسوء، لذا يجب ان يغلب جانب الطمانينة على جانب الامارة والتحريض، وعلى الانسان ان يحدث توازنا، فليس على الانسان ان يكون ملاكا يمشي فوق الارض،كما لا يجب ان يكون شيطانا ، عليه فقط ان يكون انسانا ذا خلق تتغلب فيه نوازع الخير على نوازع الشر لقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم :''الشيطان يجري في ابن ادم مجرى الدم ''وعلينا ان نضع حدا له . وهل من نصيحة تقدمها للمسلم في هذا الشهر الفضيل ليستغل هذه الايام المباركة من شهر رمضان المعظم استغلالا امثل في طاعة المولى عز وجل ؟ افضل نصيحة لي ولكل الصائمين والمسلمين في جميع بقاع العالم هو ان يجعلوا نهارهم صائمين وليلهم قائمين والاكثار قدر المستطاع من تلاوة المصحف الشريف وتدبر معانيه، وحضور مجالس الذكر التي تعد جنة الدنيا، وعليهم ان يبقوا لسانهم رطبا عامرا بذكر الله وان لا يتعرضوا لأعراض الناس وان يحبوا لغيرهم ما يحبوه لانفسهم... لأن القيمة الأولى من رمضان المعظم تتمركز في ثلاثة عناصر أساسية تستوجب على المسلم اتباعها وهي ''بذل الندى وكف الأذى والصبر عن الأذى ''، بمعنى على المسلم أن يكون في هذا الشهر كثير العطاء لان الصدقات تتضاعف في رمضان . فالفضيلة الأساسية في هذا الشهر تكمن في ''جعل الناس كلهم يعيشون الجوع والانكسار'' لهذا على الإنسان أن يروض نفسه عن البحث عن المحتاجين وصلة الأرحام أما كف الأذى فيكون إما باليد أو اللسان فالخلق الذي أراده الرسول عليه الصلاة والسلام هو الهدوء وليس السب والشتم فكثير من الناس يلجؤون الى السب والشتم والنرفزة خلال الشهر الفضيل بحجة الصيام. كما اذكر في هذا المقام ان شهر رمضان هو شهر عبادة وليس شهر الاكل والتسوق. كيف نقي أنفسنا من المعاصي في هذا الشهر الكريم ؟ ينبغي دائما ان يشعر الانسان نفسه بانه في عبادة دائمة طول اليوم ليلا ونهارا، وانه يستحضر المعبود الذي يتوجه اليه بالعبادة ،عندئذ يركبه شىء من الحياء في ان يرتكب معصية وهو متلبس بالطاعة، فالعاقل هو الذي يعمل على حماية نفسه من هذه المهالك ويكبحها ، ويجعل لسانه رطبا بذكر الله وتكون نفسه هادئة ويتحلى بروح الصبر، والاجتهاد قدر الامكان لترك المنكرات فيكون صبر على الطاعة واعرض على المنكرات التي نهانا الله عنها. هل تؤيدون فتوى تحريم مشاهدة التلفاز في رمضان بالنظر الى المشاهد المخلة بالحياء التي تعرضها الفضائيات في هذا الشهر الكريم والتي قد تكون سببا في بطلان صيام المتفرج ؟ هؤلاء متواجدون في بيوتهم ولا احد يستطيع ان يفرض عليهم شيئآ، واعتقد ان التحكم في جهاز التلفاز في يد كل شخص وليس في يد غيره، الشخص العاقل يتحكم في نفسه حتما، ولا يترك مجالا لهذه المغريات لان تتحكم هي فيه وتؤثر عليه سلبا هو و عائلته .