يستقبل الشيشانيون شهر رمضان الكريم قبل شهر من موعده، وتصل إلى قمتها مع ليلة النصف من شعبان إذ يستعد المسلمون لاستقبال شهر رمضان الكريم، وقبله بيوم يُرسل مفتي البلاد ممثلين عنه لاستطلاع الهلال في قمم الجبال العالية، ويشاركهم في ذلك الشعب الشيشاني، وإذا ثبت الهلال يُرسل المفتي من يعلن على الشعب بدء الشهر الكريم؛ فتفتح المساجد أبوابها، ويجتمع الناس على صلاة التراويح، وتقام حلقات الذكر في المساجد، وتتبادل الأسر التهاني بهذا الشهر الكريم. وفي الصباح يخرجون لزيارة المقابر وأسر الشهداء وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي بفضل الله زاد اتصالهم بالعالم الإسلامي وصار من الممكن أن يتواصلوا معه، ويشاركون إخوانهم المسلمين الاحتفالات برمضان، وبغيرها من المناسبات والأعياد الدينية أما الجانب الإيماني والاجتماعي لرمضان والعيد في أرض الشيشان ففي رمضان يكثر إقبال الناس على المساجد من كل الأعمار، خاصة الأطفال الذين تجاوزوا سن السابعة؛ فتزدحم المساجد بالمصلين خاصة في صلاة التراويح، ولا يمتنع عنها أحد إلا للضرورة القصوى، وتكثر في هذا الشهر حلقات الذكر التي تبدأ أحياناً بعد صلاة الفجر وتمتد حتى شروق الشمس، أو تقام بعد صلاة العشاء والتراويح، وغالباً ما تخصص ليلة الجمعة لحلقات الذكر، وتقوم النساء بتخزين الأطعمة استعداداً لهذا الشهر، وأشهر الأطعمة التي يتناولونها اللحوم، ودقيق الذرة المصنوع بالسمن والعسل الذي يعد أحب الأطعمة للأطفال، وفي العيد يخرج المسلمون للصلاة في الساحات الواسعة أو على قمم الجبال، وقد يُضطرون لأداء صلاة العيد في المساجد في حالة المطر الشديد أو العواصف الثلجية، ثم يخرجون بعدها للتزاور، وتبادل التهاني بالعيد؛ فتوزع '' العيديات '' على الأطفال الذين يرتدون أفضل الملابس، ويزورون أقاربهم، أو يخرجون في رحلات مرح وترفيه، وقبل ذلك يخرجون زكاة رمضان للفقراء في أول يوم عيد الفطر مع صلاة العيد أو بعدها مباشرة، وأحياناً في ليلة العيد ولكن هذا قليل.