أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عقب اجتماع تقييمي مصغر خصص لقطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال على ''الأهمية التي يتعين إيلائها لبناء مجتمع المعلومات وإقامة بطريقة تدريجية اقتصاد قائم على المعرفة لا سيما من خلال الأعمال الملموسة الرامية إلى تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال وعصرنة الإدارة والمؤسسات. وفي هذا الصدد، تم إعداد البرنامج الاستراتيجي ''الجزائر الإلكترونية'' قصد تحقيق نتائج ملموسة في مجال تشييد مجتمع المعلومات ووضع اقتصاد رقمي معرفي، وعليه فإن كل شرائح المجتمع والقطاعات الاقتصادية معنية بهذا البرنامج الذي تم إعداده بغرض تحديد حاجيات جديدة وعرض آفاق تنمية قائمة على تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، كما يرمي هذا البرنامج إلى خلق أجواء ملائمة تسمح لبلدنا باقتحام دواليب اقتصاد معولم. وقد أوكلت مهمة تحقيق أولويات الحكومة في بناء مجتمع المعلومات لمجمع اتصالات الجزائر باعتباره القاطرة والركيزة الأساسية في التعجيل باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الإدارة والمؤسسات وعرض الخدمات عبر الانترنيت وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مختلف القطاعات لاسيما التربية والتعليم والتكوين وتعميم الاستفادة منها عبر فضاءات المجموعات، حيث يقوم هذا البرنامج الاستراتيجي على أساس تطوير الكفاءات البشرية وتأهيل المنشآت والإطار القانوني. ويكتسي الجانب المتعلق بتعزيز الموارد البشرية أهمية خاصة ويستحق أن يوليه القطاع كامل الاهتمام لاسيما من خلال توفير الوسائل الضرورية لتعزيز قدرات التكوين للمعاهد الخاصة بالقطاع وكذا تأهيل برامجها البيداغوجية بهدف الاستجابة إلى متطلبات التكنولوجيات الحديثة. وبالمناسبة قدم وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بلحمادي تقريرا عن تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية والتي تجسدت في الأعمال التي تم مباشرتها في مجال تطوير النشاطات ذات الصلة بالبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وتطبيقات التكنولوجيات الفضائية وبناء مجتمع المعلومات، من خلال اتخاذ جملة من التدابير إصلاحية في المستقبل القريب ترمي إلى تحسين بشكل ملحوظ مؤشرات خدمات الهاتف الثابت والهاتف النقال وكذا الإنترنيت. وفي تدخله عقب تقييم القطاع ذكر رئيس الجمهورية بأنه ''تم تخصيص استثمارات ضخمة من طرف الدولة في تطوير منشآت الألياف البصرية مشيرا إلى ضرورة ''السهر على الاستعمال الأمثل لهذه الدعائم الناقلة للاتصالات السلكية واللاسلكية بما في ذلك من خلال الاستعمال التعاضدي من القدرات الموجودة داخل المؤسسات الاقتصادية الأخرى للقطاع العمومي''. وتجدر الإشارة، إلى أن طاقة المرفق الوطني في مجال الهاتف الثابت بلغ في نهاية 2009 حوالي 5ر4 مليون تجهيزا خاصا بالمشتركين، وقدر عدد المشتركين المرتبطين ما يقارب 3 ملايين مشترك كما تم استغلال تجهيزات الشبكة بنسبة تفوق 70 بالمائة. ومن جهة أخرى تتوفر الجزائر على منشآت تغطي مجموع التراب الوطني بفضل شبكة إرسال تقدر سعتها بأزيد من 60 ألف كلم من الألياف البصرية وحوالي 50 ألف كلم من الموجات الهرتزية الرقمية. وفي مجال الهاتف النقال تبقى الكثافة الهاتفية معتبرة بحيث بلغ عدد الاشتراك إلى غاية 31 ديسمبر 2009 بالنسبة للمتعاملين الثلاث 5ر33 مليون زبون بنسبة ربط قدرت ب 93 بالمائة. وتعرف سوق الإنترنيت نموا منتظما لا زال قابلا للتحسين بحيث بلغ عدد مستعملي الإنترنيت 4 ملايين مشترك بكثافة تقدر ب 13ر11 مستعمل انترنيت لكل 100 نسمة. ومن المقرر أن يساهم تطبيق البرنامج الاستراتيجي الجزائر الإلكترونية في التحسين المنتظر في حين يقدر الربط بالإنترنيت فائق السرعة حوالي 2ر1 مليون عملية ربط. وبخصوص نشاطات الوكالات المختصة، فقد تم إبراز أهميتها سواء فيما تعلق بتسيير طيف الموجات الهرتزية أو النشاطات المتعلقة بشبكة إرسال الملاحة البحرية، وقد استفادت هذه الوكالات من برامج لتعزيز هياكلها، كما تعمل وضع نظام تسيير فعال وعقلاني لطيف الترددات الهرتزية ومراقبة الإنبعاثات الهرتزية وإلزامية تخصيص حصص من هذا الطيف ليتسنى الاستجابة لحاجيات الأجيال المستقبلية. وفيما يتعلق بالإنجازات المتعلقة بأقطاب التجديد وتطوير المضامين والبرمجيات تأوي الحظيرة الإلكترونية لسيدي عبد الله مؤسسات مختصة في مجالات تكنولوجيات الإعلام والاتصال. ومن المقرر كذلك أن تنطلق نشاطات محضنة المشاريع. وفي مجال التطبيقات الفضائية سيسمح انجاز أقمار صناعية لترصد الأرض والاتصالات السلكية واللاسلكية في الجزائر والخارج لبلدنا من أن يكتسب تدريجيا المعارف الضرورية للتحكم في التكنولوجيات الفضائية من أجل استعمال سلمي للفضاء خارج الغلاف الجوي.