عيد بأي حال عدت يا عيد.. بما مضى أم لأمر فيك تجديد. عيد هذا العام يعود علينا في وقت عصيب يشهد فيه العالم أحداثا جساما لها تأثير كبير ومباشر على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، فالمسلمون يواجهون تحديات خطيرة تستهدف كيانهم وتتعرض معتقداتهم وبلادهم لهجمات شرسة وجائرة، كما تتعرض رموزهم ومقدساتهم للسخرية والاستهزاء، خاصة بوجود معاهد ومؤسسات وحركات وجمعيات عالمية وأخرى صهيونية متطرفة تخطط وتتآمر لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وإثارة قضايا تجعل المسلمين في دوامة الردود والانفعالات مستخدمة أجهزة الإعلام لتقوم ببث السموم وترويج الأفكار المنحرفة ونشر صور سوداوية عن الإسلام لدرجة اختيارها موعد 11 سبتمبر المصادف لعيد الفطر يوما عالميا لإحراق المصحف الشريف في خطوة تبرز إلى حد بعيد حجم الحقد الدفين. عيد هذا العام في فلسطين لا يختلف كثيرا عما كان عليه قبل 60 سنة، فأطفال الأرض المباركة تخلوا عن لعبهم وتجاوزوا براءة الصغر واعتنقوا مشاكل الأمة وحملوها في قلوبهم فكتبوها على جدران المنازل وحيطان الزقاق والحارات وشعارهم في ذلك عيدنا يوم عودتنا، ولأن فرحة العيد تغيب وتختفي أينما وجد الاحتلال فحال العراق وأفغانستان ليس بأحسن حال مما في فلسطين، أما كيف يحتفل الأطفال في باكستان فالجواب أكيد دون لعب وحلويات لأن الأوضاع هناك تبعث على الكثير من الأسى والحسرة بعدما جرت السيول والفيضانات كل ما تكبده أسر بكاملها لتوفيره طوال الحياة من مأكل ومشرب وملبس في ظل تجاهل دولي وعالمي لمعانة 20 مليون مسلم متضرر .. معاناة العرب والمسلمين هذا العام تبكي القلوب لها قبل العيون وتجعل الإنسان لا يستلذ بطعم الفرحة وهناك أخوة يمر عليهم العيد ككل الأيام من ألم وحزن وجوع ونوم في العراء وذل تحت براثن الأعداء . أما العيد القادم إن شاء الله، فآمالنا بأن يكون له شكل آخر بعد أن ''انسحب'' الأمريكان من العراق، وبعد أن حصلت السلطة الفلسطينية على صك غفران من واشنطن بتوقيع من الكيان العبري وأحيت أملها بدولة فلسطينية ''ولا يهم هنا حجم السيادة حتى لو عادل الصفر'' مادام العيد القادم سيحتفل به أطفال العرب والمسلمين على أرضهم المستقلة والمحررة ويحيون أمجادهم ويطهرون حقولهم ويزرعونها، بعدما يخلعون كل شيء زرع بأيدي المحتل الغاشم..