وسط تحذيرات من سقوط اتفاق الدوحة، دعا وزير النقل والأشغال العامة اللبناني غازي العريضي إلى ''خفض نسبة الاحتقان'' السائد في بلاده، مؤكدا أن ''القلق كبير جدا''. وقال العريضي: ''يجب أن يبقى الجميع تحت سقف المؤسسات، في النهاية هي المرجعية وإلا إلى أين نذهب''. ولفت العريضي إلى أهمية ما يمكن انجازه في مجلس الوزراء فأعطى مثلا قضية شهود الزور قائلاً: ''لقد ناقشها المجلس بكل جدية واحترام وقال رئيس الحكومة سعد الحريري كلاما متقدما جدا ومريحا وانتهينا إلى قرار بالإجماع بتكليف وزير العدل إبراهيم نجار إعداد دراسة، ونحن في أول جلسة سنسأله عما أنجزه على هذا الصعيد''. وكان اللواء جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام في لبنان الذي استدعاه القضاء اللبناني على خلفية تصريحاته التهديدية ضد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد أعلن أول أمس السبت أن جماعة حزب الله اللبنانية المعارضة وعدت بحمايته والحيلولة دون اعتقاله. واستقبل نواب ومسئولون من حزب الله جميل السيد لدى وصوله إلى مطار بيروت الدولي أمس ورافقوه إلى منزله وسط إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون إلقاء القبض عليه. وقد توترت الأجواء في العاصمة اللبنانية بيروت، في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع رد الحكومة على الخطوات التي اتخذها حزب الله، وما إذا كان ذلك سيعجل بنشوب قتال. وكان السيد قد احتجز أربعة أعوام على خلفية الاشتباه في تورطه في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والد رئيس الوزراء اللبناني. ورغم ذلك، أطلق سراح السيد في عام ,2009 عندما أمرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة. وشدد السيد على أن الأدلة التي تسببت في احتجازه قدمها ''شهود زور''، مؤكدا على ضرورة محاسبتهم وفقا للقانون وإلا سيتم محاسبتهم في الشارع، على حد تعبيره. وكان السيد هدد الحريري علنا الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي، قائلا: ''أقسم بشرفي يا سعد الحريري إن لم تعطني حقي سآخذه بيدي في يوم ما روح احبسني''. دفعت هذه التصريحات المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا إلى استدعاء السيد لاستجوابه بشأن تهديداته للحريري وأمن الدولة. وكان حزب الله أصدر بيانا، قال فيه إن طلب ميرزا استدعاء السيد هو قرار ''سياسي''، داعيا إلى إلغاء القرار القضائي باستدعاء السيد لاستجوابه. من جانبه، قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله: ''لا أحد يمكنه استهداف اللواء السيد''. وقال مصدر من الحكومة اللبنانية إن استقبال حزب الله الحافل للسيد يعتبر تحديا مباشرا للسلطات اللبنانية ، وإذا نجح فإنه سيعتبر نهاية السيادة اللبنانية، على حد قوله. يشار إلى أن اتفاق الدوحة هو الاتفاق الذي توصلت إليه الفصائل اللبنانية في 21 ماي 2008 في الدوحة بقطر، وهو ما مثل نهاية ل 18 شهرا من الأزمة السياسية في لبنان التي شهدت بعض الفترات منها أحداث دامية. وقالت الصحيفة:''ففي الأيام الماضية ظهر بما لا يقبل الشك أن قواسم الاتفاق التي كانت تجمع غابت كليا وحل مكانها الكلام العنيف والقاسي، الذي وصل الى حدود التهديد والإحالة إلى القضاء''. وتابعت بالقول:''وما زاد في عنف الأيام الماضية هو الغياب الكامل للرعاة الإقليميين حيث لم يصدر من عواصم القرار الإقليمية أية رسالة أو تلميح يعيد الهدوء الى الرؤوس الملتهبة في بيروت، بل اقتصرت على بعض التسريبات الإعلامية، ومنها ان لا دخل لنا وان ما يحصل هو شأن داخلي''. وحسب الصحيفة، لكن الوضع اللبناني شهد ذروة في التصعيد خلال اليومين الماضيين بعدما تفاعلت تداعيات المؤتمر الصحفي للواء جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام في لبنان، عندما استدعاه وزير العدل للمثول أمام القضاء لمساءلته في موضوع تهديد رئيس الحكومة سعد الحريري . وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإحالة لم ترس على البر الهادئ، إذ استنفرت المعارضة بفاعلياتها وإعلامها للوقوف الى جانب السيد إذا قرر عدم الامتثال ورفض الحضور.