طالب أعضاء اللجنة الجهوية لمساعدة مرضى السرطان بسور الغزلان السلطات المعنية بإنشاء دار لمرضى السرطان على غرار الولايات الكبرى، تكون بمثابة مستقر للمرضى الذين يقصدونها من مختلف الولايات الداخلية، كما طالبت وزارة الصحة بتوفير أخصائيين للتشخيص المبكر لهذا الداء الذي يفتك بشريحة واسعة من المواطنين. كشف سايح السعيد، الأمين العام للجنة الجهوية لمساعدة مرضى السرطان ''الفجر'' لبلدية سور الغزلان بولاية البويرة، عن جملة من المشاكل التي تعاني منها شريحة مرضى السرطان على مستوى البلدية والمناطق المجاورة لها، حيث أكد أن المرضى بالمنطقة يضطرون إلى التنقل بواسطة وسائل النقل العادية نظرا لانعدام سيارة إسعاف. كما أن الكثير من المرضى الذين يقصدون الجمعية من مناطق بعيدة على غرار ولايتي المسيلة والمدية تعاني شريحة واسعة منهم من مشاكل أخرى أفرزتها عوامل متعددة منها بعد مراكز العلاج عن مقرات السكن، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الدواء المخصص لهم وكذا نقص الأخصائيين وقلة عدد الجمعيات التي تهتم بشؤون هذه الشريحة من المجتمع، ناهيك عن كون أغلب المصابين بالسرطان في الولاية والمناطق المجاورة لها من ذوي الدخل المحدود وحتى المنعدم الذين لا يملكون المال لتأجير سيارة تنقلهم إلى مركز العلاج الرئيسي بيار وماري كوري بالعاصمة. مئات المرضى والمعاناة مستمرة ومتعددة وما زاد الطين بلة، حسب الأمين العام للجمعية، هو غياب مقر دائم للجمعية، حيث تؤجر الجمعية حاليا مستودعا تقوم فيه باستقبال المرضى وهو ما يعيق، حسب المتحدث، عمليات مد يد العون لهؤلاء المرضى خاصة أن مريض السرطان يحتاج إلى الراحة بعد قطعه مسافات طويلة. وقد ألح الأمين العام على إنشاء دار لمرضى السرطان على غرار الولايات الكبرى تكون ملجأ للمرضى لعرض انشغالاتهم لكون الجمعية نقطة التقاء مجموعة كبيرة من المرضى، حيث تتكفل حاليا بإعانة 150 مريض من مختلف المناطق المجاورة. أما المشكل الآخر الذي طرحه أعضاء الجمعية فهو الغياب التام للدعم المادي سواء من قبل البلدية أو الولاية، حيث أعرب المتحدث عن أسفه لتخصيص البلدية مبالغ مالية تتجاوز المليار سنتيم سنويا لدعم الفرق الرياضية وتغفل عن مساعدة جمعيات بحاجة إلى دعم حقيقي مثل جمعيات مساعدة مرضى السرطان والتي لم تستفد من سنتيم واحد منذ نشأتها خاصة أن أغلب مرضى السرطان من الأسر الفقيرة وغير المؤمنة اجتماعيا حيث تتجاوز علبة الدواء الواحد مبلغ 20 الف دينار، وهو رقم يصعب توفيره لأسر ذات دخل ضعيف أو متوسط وفي أحيان كثيرة منعدم تماما. ومن بين الأمثلة التي ذكرها السيد سايح حول هذا المشكل تحديدا هو تضافر جهود أعضاء الجمعية من اجل اقتناء أدوية لمريض قصد الجمعية، تتجاوز تكلفتها 96 مليون سنتيم، وهو مبلغ كبير لم يستطع توفيره بمفرده. نشاطات تزاحمها قلة الإمكانات رغم المشاكل التي تعيق استمرار نشاطات اللجنة الجهوية لمساعدة مرضى السرطان، إلا أن القائمين عليها يحاولون جاهدين تقديم المساعدة المادية والمعنوية اللازمة لمرضى السرطان، حيث قامت الجمعية التي تأسست سنة 1999 ببعث الأمل في نفوس مرضى السرطان وأسرهم من خلال مساعدتهم على تجاوز محنتهم خاصة أن مريض السرطان في المناطق الداخلية ينظر إليه على انه عالة على المجتمع، وهو ما حتم على الجمعية الالتقاء بذوي المرضى وأسرهم وإجراء حملات تحسيسية بمساعدة المؤسسة الاستشفائية لسور الغزلان. كما قامت الجمعية بتنظيم رحلات ترفيهية وسياحية لفائدة المرضى بالإضافة إلى إجراء حفلات ختان لأطفال المرضى خلال المناسبات الدينية الماضية. كما قامت جمعية ''الفجر'' بتأسيس مدرسة لكرة القدم موجهة للبراعم، حيث تستفيد الجمعية من اشتراكات الأطفال الشهرية لزيادة مدخولها حتى وإن تم ذلك بشكل رمزي فقط. كما تواصل الجمعية حملاتها التحسيسية لإيصال صوت مريض السرطان بالمناطق النائية وتحصيل بعض حقوقه التي يجهلها.