كشف السيد بلجودي، رئيس جمعية حراء لبلدية المقرية، عن عزم الجمعية إنشاء فرع لكفالة الأيتام يتم التحضير له حاليا من خلال ضبط قائمة بعدد الأطفال الأيتام بمنطقة المقرية والمناطق المجاورة لها، مع التركيز على أكثر الحالات حاجة للمساعدة من غيرها وغربلة القائمة بشكل عادل. استحدثت جمعية حراء لجنة للبحث في الطلبات المقدمة للاستفادة من كفالة الأيتام التي ستقوم الجمعية ببعثها في القريب العاجل. ويتمثل دور اللجنة في التحقق من حقيقة الملفات المودعة وعدم استفادتها من معونات من جهات أخرى، وهو ما سيساهم في الوصول إلى المحتاجين الحقيقيين وتمكين الأطفال الأيتام بالمنطقة من الحصول على مساعدات دورية من قبل الجمعية خاصة في الأعياد والدخول المدرسي. وحسب السيد بلجودي فإن فكرة إنشاء فرع لكفالة اليتيم جاءت بعد الطلبات المتزايدة من قبل الأرامل على مساعدة أبنائهن. كما فكرت الجمعية في التقرب أكثر من الأرامل من خلال دعمهن بصورة مباشرة وتقديم يد المساعدة لهن، سواء من خلال حثهن وتوجيههن لتعلم حرف تقليدية أو مزاولة عمل يدوي على مستوى المنزل، يوفر لهم جزءا من المصروف الذي تحتاجه أسرهن ويضمن لهن العيش الكريم. فمن خلال الاحتكاك اليومي لأعضاء الجمعية بالمراهقين والشباب، تأكدوا أن أكثر الحالات التي ترتكب العنف وتتجه للأسف نحو طريق الانحراف ترجع بالدرجة الأولى إلى التفكك الأسري وانعدام الكفيل خاصة الأب بالطلاق أو الوفاة، وهو ما يدفع الطفل إلى الخروج للشارع ومن ثمة التعرف وتجريب كافة الآفات الاجتماعية من مخدرات وسرقة وابتزاز وغيرها، وهو ما دفع أعضاء الجمعية إلى التفكير في اجتثاث المشكل ومعالجته من جذوره قبل ان يكبر من خلال توفير بيئة ملائمة لعيش الأطفال الذين تعاني أسرهم من غياب الأب من خلال تحسين التكفل بهم ورعايتهم، ولو كان ذلك بشكل رمزي لكنه قد يساهم في التقليل من حدة هذه المشاكل على الأسر الفقيرة وعلى المجتمع ككل. فمشروع ''كافل اليتيم'' قد يضمن للطفل مبلغا من المال يساهم في تمدرسه وتوفير ما يلزم لذلك من أدوات وملابس. حملات تحسيسية في المدارس كثفت جمعية ''حراء'' لبلدية المقرية نشاطاتها التوعوية خلال الدخول المدرسي، في محاولة لجمع أكبر عدد من الشباب وانتشالهم من الآفات الاجتماعية التي يتخبط فيها شباب اليوم، حيث تسعى الجمعية إلى برمجة حملات تحسيسية برعاية مؤطرين ومختصين للحد من انتشار تعاطي المخدرات في الوسط الشبابي. كما برمجت جمعية ''حراء'' لبلدية المقرية مجموعة من النشاطات التوعوية على مستوى المدارس والثانويات، كما اغتنمت الجمعية، حسب رئيسها السيد بلجودي، توافد الشباب والأطفال على نشاطاتها الترفيهية والرياضية للقيام بحملات تحسيسية ضد بعض الآفات الاجتماعية الخطيرة التي تنخر المجتمع الجزائري، خاصة تعاطي المخدرات بالاشتراك مع الأطباء والمختصين النفسانيين وتوزيع مطويات تحذر من خطوة استهلاك المخدرات وأضرارها الاجتماعية والصحية البالغة التي تنعكس سلبا على متعاطيها ومحيطه الاجتماعي. وأوكلت الجمعية مهمة نشر الوعي لدى الشباب إلى مجموعة من المختصين الذين يتواجدون مع الشباب سواء في دورات كرة القدم أو في المخيمات الصيفية التي تنظمها الجمعية لردع الشباب عن دخول هذا الطريق غير السوي من خلال إلقاء بعض المحاضرات وعرض أشرطة مصورة تبين معاناة مستهلكي المخدرات والعواقب النفسية والجسدية الخطيرة التي يتعرضون لها ويعرضون غيرهم لها نتيجة حالة اللاوعي التي يكونون فيها. وأضاف رئيس الجمعية أن النشاطات الترفيهية والحملات التحسيسية المرافقة لها ستستمر خلال السنة، بهدف تقليل انجراف الشباب نحو نشاطات غير سوية كالسرقة والاعتداءات الجسدية والعنف الذي يستوطن في الأحياء الشعبية. س.ح