لا تزال عمليات التمشيط التي باشرتها قوات الجيش الوطني الشعبي بمنطقة سيد علي بوناب الحدودية بين بومرداس وتيزي وزو، متواصلة حيث تمكن عناصر الجيش من السيطرة على عدة مواقع إستراتيجية، والتوغل داخل المنطقة الغابية التي يختبئ فيها الإرهابيون، بعدما عززت صفوفها بفرق من قوات النخبة. ولا تزال شبكات الهاتف النقال مقطوعة حيث عمدت مصالح الأمن إلى قطع الهاتف النقال في كل من: البويرة، تيزي وزو و بومرداس، بهدف منع الإرهابيين بالاتصال فيما بينهم، أو حتى استعمال الشبكة في القيام بتفجيرات انتحارية. وأفادت مصادر أمنية حسب مواقع من عين المكان أن عدد الجنود المشاركين حاليا في العملية في ارتفاع، حيث فرضت طوقا أمنيا وتم غلق كل المنافذ المؤدية إلى المنطقة، مضيفا في تقديرات أن الجيش يحاصر أكثر من 50 إرهابيا في ثلاث نقاط مختلفة بغابات سيد علي بوناب. وكشفت المصادر أن الحصيلة الأولية تتمثل في القضاء على قرابة ال20 إرهابيا وجرح آخرين. كما أضاف ذات المصادر أن جثث الإرهابيين المقضي عليهم تتواجد حاليا على مستوى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى برج منايل لتحديد هويتهم. وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات الجيش تمكنت في 48 ساعة الأخيرة، من تفكيك أكثر من 15 قنبلة يدوية، عثر عليها مواطنون بمنطقة تادميت القريبة من سيد علي بوناب. للتذكير فقد أشارت مصادر أخرى في وقت سابق أن الأجهزة ألأمنية انتقلت إلى بيت أمير تنظيم الجماعة السلفية للدعوى والقتال عبد المالك دروكدال، المدعو أبو مصعب عبد الودود في بلدة مفتاح الواقع بقرية زيان الزراعية التابعة لولاية البليدة، من أجل إخضاعهم لفحص الحمض النووي، ومعرفة مدى تطابقها مع جثث الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم مؤخرا بمنطقة سيدي علي بوناب. وقالت مصادر متطابقة إن الأجهزة الأمنية التي شاركت في عملية تمشيط المنطقة، والتي تمكنت من القضاء على العناصر الإرهابية، صعب عليها التعرف على جثث الإرهابيين نظرا للتشوهات التي تعرضت لها نتيجة ضربات مصالح الأمن. وحسب المعلومات الأولية فإن الأجهزة الأمنية تحاول التأكد من صحة تواجد دروكدال ضمن العناصر المقضي عليها، خاصة بعد ورود معلومات من عناصر تائبة أن العناصر الإرهابية هم قياديون اجتمعوا بالمنطقة، من أجل عقد مؤتمر سري يضم أمراء دعم وإسناد التنظيم الإرهابي بكل من العاصمة وولاية تيزي وزو وبومرداس. وأفادت المصادر ذاتها، أن الشرطة العلمية انتقلت أيضا، أمس، إلى بيت المدعو أبو ضرار نسيم أمير كتيبة الفتح بمنطقة الوسط الواقع ببلدية برج الكيفان بالعاصمة، وأخضعت أفراد عائلته لفحوصات الحمض النووي. وحسب نتائج التحقيقات فإن أبو ضرار نسيم يكون قد اجتمع مع أمير التنظيم بمنطقة سيد علي بوناب من أجل البحث على سبل جديدة للدعم اللوجيستيكي لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بعد الحصار الشديد المضروب على جماعات الدعم والإسناد بالعاصمة وتفكيك أغلبيتها.