أعلن وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر صالحي أن إيران ترفض بحث ''الملف النووي'' في اسطنبول مع مجموعة الدول الست، مؤكدا بذلك موقف طهران في محادثاتها مع الدول الكبرى. وقال صالحي في حديث مع صحيفة ''إيران'' الحكومية ''لن نعترف على الإطلاق بالمفاوضات اذا كان الجانب الآخر يريد التفاوض حول مسألة الملف النووي''. وأضاف صالحي ان ''النواحي التقنية والقانونية للمسائل النووية لأي دولة لا يمكن مناقشتها إلا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي هي، وبناء على قوانين وضوابط دولية، السلطة الوحيدة المخولة الحكم على مسائل تخص الدول الأعضاء''. وقال صالحي الذي يشرف أيضا على البرنامج النووي الإيراني ''إذا اعتبرنا ان هذا هو المبدأ ... نرى من وجهة نظرنا ان مناقشة الملف المعروف باسم +الملف النووي+ ''لإيران'' ملف فبركه الغرب، ومناقشته مع مجموعة 5+1 يصبح دون معنى''. وتأتي تصريحات صالحي قبيل اجتماع في اسطنبول في 21 و22 جانفي الحالي بين إيران والدول الست الكبرى ''الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، الى جانب ألمانيا'' بهدف استئناف المحادثات النووية.وتشتبه الدول الغربية في ان تكون ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي، فيما تؤكد طهران أن هدف برنامجها سلمي محض. ويشدد كبار المسؤولين الإيرانيين ومن بينهم الرئيس محمود احمدي نجاد ان ملف إيران النووي ''ملف مغلق''. وقبيل محادثات سابقة مع الغرب، شددت إيران في موقف مماثل على ان ملفها النووي غير مطروح للنقاش.وقال صالحي انه تم اتخاذ قرار في الجولة السابقة من المحادثات التي عقدت في جنيف في 6 و7 ديسمبر انه لا نقاش الا على ''النقاط المشتركة'' بين الجانبين.وقال في المقابلة ان ذلك يشمل النقاش حول الأمن والاقتصاد ونزع السلاح النووي ومنع انتشاره والتعاون النووي. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبراست أن بلاده ترحب بحضور ''خبراء نوويين'' للمشاركة في جولة تشمل المواقع النووية قبل استئناف مفاوضات اسطنبول. وسبق ان دعت ايران الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا خصوصا إلى زيارة عدد من مواقعها النووية، مستثنية الولاياتالمتحدة من هذه الدعوة.واعتبر الاتحاد الأوروبي ان القيام بمثل هذه الزيارة هو من مسؤولية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.ويصر الغرب على ان المحادثات مع إيران يجب ان تركز على ملفها النووي، خاصة برنامج تخصيب اليورانيوم، وهي المسألة الأكثر إثارة للجدل في برنامجها النووي. ورفضت إيران، في ظل رئاسة احمدي نجاد، التخلي عن برنامج التخصيب الذي يطالب به الغرب وتقول انها ''دولة نووية'' وان الحصول على التكنولوجيا النووية حق ثابت.وصدرت عقوبات دولية بحق إيران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم.وفرضت دول اخرى من بينها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات من جانبها على ايران لحملها على وقف برنامجها النووي. ولا تستبعد الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل شن ضربات عسكرية ضد ايران لمنعها من حيازة السلاح النووي.وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات بين إيران والدول الست العظمى التي أشرفت عليها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عقدت في جنيف في السادس والسابع من ديسمبر.